اجرى جلالة الملك محمد السادس يوم الاثنين بمقر الأممالمتحدة بنيويورك ، مباحثات مع عدد من الشخصيات وقادة الدول في سياق قمة الالفية الثالثة. والتقى جلالة الملك برئيس الحكومة الإسبانية خوصي لويس رودريغيث ثاباتيرو حيث جدد تشبث المغرب بتطوير العلاقات المغربية الإسبانية، في إطار جو من الطمأنينة والتعاون والاحترام المتبادل. ومن جهته، نوه رئيس الحكومة الإسبانية تنويها خاصا بالإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي قام بها المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس. وجدد دعم إسبانيا لتعزيز شراكة متعددة الأبعاد بين المغرب والاتحاد الأوروبي في إطار «الوضع المتقدم» . كما أشاد رئيس الحكومة الإسبانية بالدور البناء للمغرب في بروز فضاء أورو متوسطي ينعم بالسلم والاستقرار والتنمية والرخاء ويتميز بمبادلات إنسانية وثقافية. واتفق الطرفان على القطاعات ومشاريع الشراكة التي ينبغي تطويرها سويا، خلال الأشهر القادمة، ولا سيما في مجالي الاقتصاد والاستثمارات. وعقد جلالته لقاء مع مستشارة الجمهورية الفدرالية الألمانية أنجيلا ميركل حيث أعرب عن ارتياحه للروابط التاريخية القائمة بين المملكة المغربية والجمهورية الفدرالية الألمانية ، وعبر جلالته للمستشارة الألمانية عن إرادة المغرب لتعزيز إطار التعاون والشراكة بين البلدين الصديقين. كما عبر جلالته عن تقدير المملكة لانخراط ألمانيا في مواكبة جهود التنمية بالمغرب خاصة في القطاعات ذات الأولوية كالماء والبيئة ومكافحة آثار التقلبات المناخية والتنمية الاقتصادية المستدامة وقطاع الطاقات المتجددة. واستعرض جلالة الملك والمستشارة الألمانية القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وأبديا ارتياحهما لتطابق مواقف البلدين على مستوى الهيئات والملتقيات الدولية. كما تطرق جلالة الملك خلال مباحثاته مع المستشارة الألمانية إلى مسلسل السلام بالشرق الأوسط. وأشادت ميركل بهذا الخصوص ، بالدور الوازن لجلالة الملك من أجل تحقيق السلام بالمنطقة. من ناحية أخرى، ثمنت المستشارة الألمانية دينامية الإصلاحات السياسية والانفتاح الاقتصادي الذي تشهده المملكة تحت قيادة جلالة الملك، مذكرة بأن المغرب سيظل شريكا متميزا بالضفة الجنوبية لحوض البحر الأبيض المتوسط والعالم العربي. وبنفس المناسبة استقبل جلالة الملك رئيس الجمهورية الفرنسية نيكولا ساركوزي، وأشاد الجانبان بالفرصة التي يوفرها عقد الحوار من مستوى عال للأمم المتحدة، بمقر المنظمة ، من أجل تقييم التقدم الذي تم إحرازه في مجال تنفيذ أهداف الألفية للتنمية ، التي تم اعتمادها سنة 2000 ، وتحديد الوسائل التي ينبغي تعبئتها لتحقيق تنمية مستدامة ومتناسقة على المستوى العالمي في أفق 2015 . ونوه الرئيس الفرنسي بالجهود المبذولة والنتائح الهامة ، التي حققتها المملكة المغربية في هذا المجال كما أشاد جلالة الملك والرئيس الفرنسي بالمستوى الممتاز للعلاقات المغربية الفرنسية، وبما تكتسيه من أهمية وحيوية في جميع الميادين ، وهو ما يشكل نموذجا لشراكة أورو متوسطية مثمرة ومتعددة الأبعاد . وتناولت المباحثات خلال هذا اللقاء علاقات المغرب مع الاتحاد الأوربي في إطار «الوضع المتقدم» وقضية الشرق الأوسط على ضوء المفاوضات المباشرة الإسرائيلية الفلسطينية والوضع بالمغرب العربي وبالعديد من المناطق الأفريقية. وبمقر المنظمة بنيويورك استقبل جلالة الملك السيد بان كي مون الذي نوه بالنتائج الطيبة والتقدم الملموس الذي حققه المغرب في إنجاز أهداف الألفية للتنمية. كما أشاد الأمين العام الأممي بالإصلاحات الحثيثة في المغرب وأبرز «ريادة جلالة الملك في القضايا التي تحظى بالأولوية لدى الأممالمتحدة» و» وساطات جلالته الموفقة بخصوص العديد من النزاعات في العالم». وجدد جلالة الملك من جانبه دعم المغرب الثابت لجهود الأمين العام من أجل تعزيز عمل المنظمة وتنويع أجندتها وانخراطها القوي في تدبير مختلف القضايا في شموليتها. وبخصوص قضية الصحراء المغربية جدد جلالة الملك التزام المغرب بالتعاون مع الأممالمتحدة من أجل التوصل إلى حل سياسي نهائي لهذا النزاع الإقليمي. وفي هذا السياق، ذكر جلالة الملك بالجهود الملموسة التي بذلتها المملكة من أجل إخراج الملف من المأزق ، ولاسيما من خلال تقديم المبادرة الجريئة والجوهرية للحكم الذاتي سنة 2007. وأشار جلالة الملك إلى أن هذه المبادرة تقطع مع المساعي المتجاوزة وخاصة تلك المتعلقة باستفتاء ذي خيارات متعددة ، والذي برهنت الوقائع على عدم قابليته للتطبيق والذي يشكل ، علاوة على ذلك ، مصدرا للتوتر وعدم الاستقرار. وأضاف جلالة الملك أن المفاوضات السياسية يجب أن تتواصل على قاعدة حسن النية والتحلي بالواقعية وروح التوافق بعيدا عن أي مزايدات أو توظيف مغرض لقضايا هامشية، تفضلها الأطراف الأخرى المتمسكة بالجمود والعرقلة. وأكد جلالة الملك والأمين العام للأمم المتحدة ، من جهة أخرى، على أهمية اتخاذ مبادرة جماعية توافقية ودون إقصاء من أجل مواجهة الوضع الأمني المقلق بمنطقة الساحل والصحراء.