تقوم شركة« نوفيك NOVEC» بدراسة مشروغ نقل الفائض من الماء بالمناطق الشمالية إلى المناطق الجنوبية التي تعاني من الخصاص. واستناداً إلى نشرة «بيلاتيرال نيوز فلاش» الصادرة عن المصالح الألمانية بالمغرب، فإن المشروع سيمكن من نقل 700 مليون متر مكعب من المياه الفائضة في حوض وادي لاو ووادي اللكوس ووادي سبو إلى حوض بوركراك وأم الربيع وتانسيفت، وقد خصصت لهذا المشروع استثمارات بقيمة 30 مليار درهم. نفس المصدر أوضح أن الأشغال ستتطلب حفر أنفاق في المناطق الجبلية قد يتراوح طولها بين 30 و 40 كيلومتر، كما سيتم تجهيز المسار بقنوات وبمحطات للضخ ومن المقرر أن تنطلق الأشغال في بداية سنة 2011. والجدير بالذكر أن أول مشروع لنقل المياه من المناطق الشمالية، التي تستقبل سنوياً معدلات مرتفعة من التساقطات المطرية، إلى المناطق الجنوبية، التي تواجه باستمرار مشاكل ندرة المياه، كان قد أنجز في المرحلة التي كان يتحمل فيها المرحوم مزيان بللفقيه مسؤولية وزارة التجهيز، وهي الدراسة التي عرضت حينها على مجلس النواب ولكنها لم تخرج إلى حيز التنفيذ إلى يومنا هذا. والملاحظ أن الإعلان عن انطلاق مشروع إنجاز تحويل المياه من الشمال إلى الجنوب يأتي بعد أن تعرضت جهة الغرب للسنة الثانية على التوالي إلى فيضانات أغرقت العديد من المناطق السكنية و الحقول الزراعية في المياه والأوحال. كما أنها ألحقت أضراراً بليغة بالتجهيزات التحتية بما فيها تلك الخاصة بتصريف المياه، كما أنه يأتي بعد الإعلان عن بناء سد جديد على واد بهت لتفادي للتخفيف من مخاطر فيضان سد القنصرة. وإذا كانت المناطق الجنوبية تنتظر انطلاق إنجاز العديد من المشاريع بما فيها تحلية مياه البحر في كل من أكادير والجرف الأصفر، بالإضافة إلى اعتماد تدابير متطورة في مجال اقتصاد الماء وتثمينه، فإن الاستثمار في نقل المياه الفائضة من الشمال إلى الجنوب يعتبر أكثر مردودية من الاستثمار في تجهيزات أخرى كالطرق السيارة والقطار الفائق السرعة وملاعب الغولف.