قال تقرير للبنك الدولي حول المساعدات العربية البينية لتمويل التنمية إن المغرب يعتبر رابع بلد استفاد من التمويلات من بلدان عربية خلال الفترة المتدة بين 1973 و2008، حيث بلغ مجموع المساعدات التي تلقاها المغرب طوال هذه الفترة 11.179 مليار دولار، وجاءت سوريا في المركز الأول ب33 مليار دولار ومصر في المركز الثاني ب31 مليار دولار والأردن في المركز الثالث ب 21 مليار دولار. وكان عقد الثمانينيات ، حسب التقرير الذي أعده مجموعة من خبراء البنك الدولي، هو العقد الذي تلقى فيه المغرب ذروة المساعدات من الدول العربية الصديقة، حيث وصل حجم التمويلات الرسمية في الفترة الممتدة بين 1980 و1989 إلى ما يفوق 6.144 مليار دولار، بينما كان قد تلقى خلال عقد السبعينيات ما مجموعه 2.773 مليار دولار. وقد تراجعت خلال العشرين عاما الأخيرة حصة المساعدات المخصصة من قبل المانحين العرب للمغرب لتصل إلى 1.491 مليار دولار في السنوات بين 1990 و1999 ، لتتقلص في العقد الأخير أي ما بين 2000 و2008 إلى 771 مليون دولار فقط. ويعزى هذا التراجع إلى وصول الاقتصاد المغربي إلى مستويات أعلى بكثير عما كانت عليه في عقدي السبعينيات والثمانينيات، وخروجه من تبعات التقويم الهيكلي، حيث أصبح أقل حاجة إلى تلك المساعدات من بلدان عربية أخرى . وجاءت المملكة العربية السعودية والكويت والامارات العربية المتحدة على رأس الدول العربية المانحة للمغرب، بل وعلى رأس الدول المانحة للمساعدات العربية البينية قاطبة. ووفقاً لخبراء البنك، فقد بلغ حجم المساعدات العربية الرسمية على مدى 36 سنة نحو 272 مليار دولار. ومن بين المانحين العرب الأكثر سخاء، ساهمت السعودية والكويت والإمارات مجتمعة بنحو 90 في المائة من المساعدات العربية بما يوازي 1,5 في المائة من الدخل القومي للدول الثلاث في المتوسط، أي ما يزيد عن ضعفي النسبة المعيارية التي حددتها الأممالمتحدة (0,7 في المائة) وخمسة أضعاف متوسط الدول الصناعية ال24 أعضاء منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (0,3 في المائة).