عرف المغرب خلال شهر رمضان حركة غضب كبيرة نتيجة إظهار أحد حلقات المسلسل الكرتوني الكويتي « أبو قتادة وأبو نبيل» والمسلسل المصري العار المرأة المغربية كعاهرة وكساحرة تفرق بين الأزواج. و هو الغضب الذي أخذ أشكالا متعددة بين التنديد والاحتجاج بل إنه دفع بعض الهاكرز إلى تجنيد أنفسهم من أجل تخريب عدد من المواقع الرسمية في الكويت ومصر. ورغم الاعتذار الذي قدمته الخارجية الكويتية و المؤسسات الاعلامية التي قدمت هذه الأعمال يبدو أن المغاربة لم يستسيغوا هذا الاصرار في اظهار المرأة المغربية كمشعوذة وعاهرة. هنا حوار مع الاعلامي المغربي المقيم في دبي، منسق ملتقى الصحافيين المغاربة في الخارج. فجر المسلسل الكرتوني الكويتي «أبو قتادة» و مسلسل العار المصري حركة غضب كبيرة في المغرب. هل يستحق الأمر كل هذا الغضب؟ الغضب هو غضب مشروع، وهو أضعف الإيمان، وردود الفعل التي سجلت على الصعيدين الرسمي والشعبي وتحرك المجتمع المدني، سواء على شبكة الانترنيت او الجمعيات التي تأسست و تجندت لمحاربة هذه الصورة النمطية القدحية التي يراد إلصاقها بالمرأة المغربية، تظهر أن المغاربة هبوا للدفاع على شرف أمهاتهم وأخواتهم وزوجاتهم ضد بعض المؤسسات الإعلامية القصيرة النظر التي تريد حشر المرأة المغربية في خانة البغاء والسحر والشعوذة، وكأن هذه المهن اختصاص مغربي صرف ولا وجود لها في باقي بلدان الارض !!! ما العيب في أن تظهر ممثلة مغربية في أعمال سينمائية أو تلفزية أجنبية في دور عاهرة؟ مبدئيا الفن مهنة شريفة ولا احد يعترض على التناول الدرامي لقضية ما أو دور فني لرصد الواقع والمجتمع، لكن حين تكون نية أصحاب العمل «الفني» غير شريفة فهذا هو المشكل، فمثلا لا يعقل أن يسند دائما دور فتاة الليل الى فنانة مغربية وكأن الساحة الفنية في البلد المنتج للمسلسل أصبحت عاقر ولايتوفر فيه من يمتلك الأهلية الفنية لأداء هذا الدور بالذات !!! هناك كفاءات فنية في المغرب وممثلات من مستوى جيد، لكن لا يتم الالتفات إليهن أو اسناد أدوارلهن خارج دائرة الاغراء. وجد البعض الفرصة مواتية لمهاجمة حتى الأفلام المغربية و الإبداع بشكل عام. ألا ترى أن الأمر قد يأخذ بعدا رقابيا يفرض رأيه على الفن والابداع؟ لا أبدا، لأن وظيفة الفن هي الرقي بالذوق العام وليس استعمال الابداع الفني لكيل التهم للشعوب والتهجم على نساء هذا الشعب أوذاك. كل ما هنا أن الصرخة التي أطلقتها الفعاليات المدنية والاهلية في المغرب تريد أن تقول لبعض المنتجين أن هناك أخلاقيات بسيطة للمهنة على منتجي الافلام احترامها وأولها عدم التشهير وبث خطاب تحقيري وما الى ذلك. أنت كصحفي مغربي في منطقة الخليج العربي، حيث يتواجد العديد من الزملاء و الزميلات. ألا تحسون بنوع من الضغط النفسي عليكم، وأنتم تواجهون يوميا هذا النوع من الأحكام « الدعارة والسحر» حول المرأة المغربية؟ طبعا كثرة التكرار و ترديد بعض المخاطبين لنفس الصورة النمطية والكليشهات الجاهزة يصيب ببعض الضجر، لكنه من ناحية أخرى يكشف عن اختلالات النفسية العربية. حيث قد يجد البعض راحة نفسية في إلصاق كل التهم والموبقات بنساء الشعوب الأخرى. لأنه لايملك شجاعة التمحيص فيما يجري ويدور في مجتمعه . مسألة تتكرر و تريد أن توهمنا أن هذه الشعوب لا تعرف أقدم مهنة في التاريخ وان كل نسائها شريفات طاهرات عفيفات، فحتى في المجتمعات التي ذكرت عدد أفراد الجالية المغربية قليل وقليل جدا، بالمقارنة مع جاليات أخرى يقدر عدد أفرادها بمئات الالاف. واذا كنا نعطي لعلم الرياضيات بعض الاحترام فلك ان تستخرج النسبة المئوية التي تحلو لك. فكما قلت لك هناك أعطاب في كل المجتمعات ولا عيب في تناولها بشكل درامي لمعالجة الاختلالات الاجتماعية. غير أن اعتراض كثير من المغاربة كان على هذا الاصرار على إظهار المرأة المغربية دون غيرها في عدد من المسلسلات الرمضانية العربية فقط بمظهر الساحرة أو المشعوذة أو سيئة السمعة. كيف تقيم دور منتدى الصحفيين المغاربة في المهجر خصوصا في التعامل مع هذا النوع من القضايا؟ منذ البداية اعتبرنا في ملتقى الصحافيين المغاربة بالخارج، أنفسنا جزءا من هذه الحملة التي انطلقت في المغرب للدفاع عن نساء المغرب عن ملايين الأمهات والأخوات المكافحات ، فقد أدان ملتقى الصحافيين المغاربة بالخارج، كل أشكال التشهير والمس بكرامة المرأة المغربية في إحدى حلقات المسلسل الكرتوني الكويتي «بوقتادة و بونبيل» والمسلسل المصري «العار» اللذين أساءا إلى صورة المغرب والمرأة المغربية». كما دعونا إلى «ضرورة تحريك مساطر قانونية لمتابعة المسؤولين عن الأفعال المذكورة والطعن في شرعية نهجها ورفع قضايا أمام المحاكم المختصة وفق ما ينص عليه القانون الدولي الخاص، «. وناشدنا كافة مهنيي الإعلام إلى «بذل ما يستطيعون من جهود للحيلولة دون تكريس هذا النوع من الصور النمطية ما هي الحدود التي ترسمونها للمنتدى بين الحرية الشخصية والدفاع عن عدد من القضايا؟ كما قلت إن هذه الحملة الاعلامية هي بمثابة دق ناقوس للتنبيه الى أن كرامة ملايين النساء المغربيات قد تعرضت للتشويه وليست دعوة لفرض الرقابة او لتكميم الافواه. فالحرية خط أحمر كما يقال، لكن يجب أن تمارس وفق ضوابط وأخلاقيات. فنحن في ملتقى الصحافيين المغاربة في الخارج رفضنا ومنذ البداية الزج بهذا البيان في خانة تشجيع الرقابة أو تقييد حرية التعبير، حيث أكدنا أن أعضاء الملتقى إذ يعبرون عن هذا التنديد لا تفوتهم الإشادة بالنهضة الإعلامية في العالم العربي، ويسجلون تشبثهم الراسخ بمبدأ حرية التعبير بكل مسؤولية والتزام. كيف تقيم بشكل عام دور المنتدى؟ ملتقى الإعلاميين المغاربة بالخارج منتدى إعلامي يضم حاليا أزيد من 100 صحفيى يعملون في مؤسسات إعلامية موزعة على القارات الخمس، ونحاول من خلال نقاشنا وتواصلنا الدائم أن نكون في صلب ما يجري في الساحة الاعلامية ومواكبة المستجدات. إنه فضاء لتبادل الآراء والأخبار المهنية فيما يتعلق بالحقل الاعلامي في المغرب وفي العالم، بل وحتى الدردشة بين أصدقاء فرقت بينهم المسافات والقارات.