ابتسامات عريضة طبعت على محيا وقسمات العديد من الأطفال الذين انفرجت أساريرهم رفقة أمهاتهم، اللائي لم يخفين بهجتهن وسعادتهن وإن غالبت بعضهن الدموع، التي لم يكن مبعثها الأسى وإنما الفرح والغبطة، كيف لا وعيد الفطر على بعد أيام معدودة وهن لاحيلة لهن، ويعشن العوز والحاجة مما سيزيد من إثقال كاهلهن وسيشكل عائقا أمامهن لتوفير كسوة العيد وإسعاد فلذات أكبادهن الذين تحملوا مسؤوليتهم إعالتهم بعد وفاة آبائهم، ليتركوهم في مواجهة الحياة وقساوتها. عائق تم تجاوزه بفضل الحملة التي أطلقها المجلس العلمي المحلي لعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، الذي فضلا عن دوره الارشادي، التأطيري والتوعوي في المجال الديني، فإنه انخرط في مجموعة من المبادرات الاجتماعية والإحسانية المتعددة، ومنها مبادرة جمع «فضل الزاد» التي لقيت تجاوبا كبيرا، أسهمت في إدخال الفرحة على معوزي المنطقة وأراملها وأيتامها، الذين لم يستفيدوا من ملابس فضل أصحابها التبرع بها لكونهم لم يعودوا في حاجة إليها واستغنوا عنها، وإنما على العكس من ذلك فقد كانت الملابس الجديدة حاضرة بشكل كبير وبقوة في هذه المبادرة، التي لم تتوقف مع انطلاق حفل التوزيع الذي تم بتنسيق مع مجلس مقاطعة مرس السلطان صباح يوم الثلاثاء 31 غشت، وإنما استمرت خلال وأثناء عملية تسليم الملابس للمستفيدين، وذلك بفعل توالي وصول الهبات والتبرعات إلى مقر المجلس العلمي الجديد بدرب الميتر. بالزغاريد استقبلت النساء، عملية المناداة عليهن رفقة أبنائهن للدخول إلى القاعة الرئيسية من أجل البحث بأنفسهن عن الملابس المناسبة لهن، التي حظي بنصيب منها كذلك ذوي الاحتياجات الخاصة، في حين تم إعداد مجموعة من العلب الكارتونية لتوجيهها إلى كل من أطفال جمعية للاحسناء، ونزيلات مركز حماية الطفولة للفتيات ونزيلات دار الحياة/جمعية للاسلمى، كي يقتسم الجميع هذه الفرحة، سواء تعلق الأمر بمن كانوا قادرين على الحضور إلى مقر المجلس العلمي، ومن تعذر عليهم ذلك بفعل عوامل مختلفة. مبادرة إنسانية والتفاتة، وجدتها عدد من النساء تستحق التنويه والشكر، في تصريحهن ل «الاتحاد الاشتراكي»، وهن يحكين تفاصيل عن وقعها في نفوسهن ونفوس أبنائهن، الذي غادروا مقر المجلس في اتجاه ديارهم محملين بأكياس بلاستيكية، احتوت ما جاد به المتبرعون ممن سمعوا بالمبادرة عبر مساجد المنطقة أو عبر وسائل خاصة، فسارع كل واحد منهم ليكون في الموعد مع فعل الخير والبحث عن الأجر والثواب.