نظمت جمعية مبادرة الشباب بالحسيمة-المتأسسة حديثا- زيارة إلى مستشفى محمد الخامس بغاية توزيع مجموعة من الهدايا(لعب للأطفال، حليب، حلويات...) على المرضى المتواجدين بقسم الأطفال، وذلك في أول أيام عيد الفطر، رغبة من الجمعية في مشاطرة هؤلاء الأطفال أفراح العيد وأتراح الآلام التي تستبد بأجسادهم العليلة. كانت البداية من جناح الأطفال حيث يرقد ما يقرب من عشرة براعم تسري في أبدانهم بعض من الأمراض شبه الخطيرة التي لم تسمح لهم بمغادرة المستشفى كي يحظوا بدفء وحنان العائلة ولو لبرهة حتى: ما أصعب أن تفارق أهلك وأحبابك يوم العيد؟؟؟؟ لا يدركها إلا الذين كابدوا أوزارها، لقد رسمت هذه الزيارة على وجوه تلك المخلوقات البريئة بسمة عريضة بدت وكأنها ترسل رسائل مشفرة مفادها أنهم بحاجة ماسة لمثل هذه المبادرات لنسيان حرقة المرض وآلامه. حينما تتجاذب معهم أطراف الحديث تنتابك أحاسيس غريبة: فواحد يحلم أن يصير مهندسا مشهورا، وواحد آخر تتملكه رغبة جامحة في أن يؤدي قسم أبقراط ليصير طبيبا يداوي الذين يرزحون تحت وطأة المرض، فهو يدرك قبل غيره ما معنى أن تكون مريضا. أما وأن عدد الأطفال المتواجدين بالمستشفى كان قليلا، فقد ارتأت الجمعية توزيع ما تبقى من الهدايا والمساعدات على بعض المرضى الآخرين، الذين قدر لهم أن يعيشوا لحظة العيد بعيدا عن حنان العائلة وجوها البهيج. وأنت تتجاوز عتبة المستشفى عائدا أدراجك، تحس في قرارتك أن البقاء في المستشفى يوم العيد أمر مستعص جدا، لكن هذه المبادرة أدخلت الكثير من الغبطة والسرور في قلوب هؤلاء الأطفال من دون أدنى شك