جددت البوليساريو تهديداتها بالحرب على المغرب قائلة إن «جيشها» مستعد للمواجهة، ماديا وبشريا . وجاء في بيان صدر عقب اجتماع « أركان جيش التحرير الشعبي الصحراوي» برئاسة محمد عبد العزيز ، أن الاجتماع تناول « الحالة العامة لجيش التحرير الشعبي الصحراوي وسير برامجه ومدى جاهزيته لمواجهة التهديدات واستعداده لكل الاحتمالات، معبرا عن ارتياحه لمعنوياته العالية ومستوى جاهزيته البشرية والمادية»، مضيفا أن « الجيش الصحراوي على أهبة الاستعداد ليدافع عن كرامة وحق الشعب الصحراوي بكل السبل والوسائل المشروعة، بما فيها الكفاح المسلح إذا ما اقتضى الأمر ذلك». وسبق للبوليساريو أن هددت بشن الحرب على المغرب كلما شعرت أن البساط ينسحب من تحت أقدامها ، خصوصا أن أطروحتها أخذت تتلاشى على الصعيد الدولي وداخل مجلس الأمن الذي ، في مختلف القرارات الصادرة عنه خلال السنوات الأخيرة ، لم يعد يتحدث عن الاستفتاء بعد أن تأكد له استحالة تنظيمه ، في مقابل الترحيب الدولي بمشروع الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب . ويعتبر مختلف المراقبون أن تلويح البوليساريو بشن حرب على المغرب محاولة للهروب إلى الأمام والحفاظ على ما تبقى من « مصداقية » قيادته التي تآكلت بشدة داخل صفوف المحتجزين في تندوف ، حيث أنه لا الوضع على الأرض ولا قدرات الانفصاليين تسمح بمهاجمة المغرب ، كما أن هذه التهديدات تعبر عن حالة الارتباك التي تسود داخل قيادة الإنفصاليين منذ التقرير الأخير الصادر عن مجلس الأمن في أبريل الماضي، والذي رفض مختلف مطالبهم ، وبداية العودة المكثفة للمحتجزين إلى أرض الوطن. وكان محمد عبد العزيز قد بعث في أبريل الماضي برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اعتبر خلالها أن التقرير الأخير للأمين العام الأممي ، متحيز للطرح المغربي ، قائلا إنه أصيب ب « خيبة الامل والاحباط العميقين حيال فحوى التقرير.» وقد صرح عبد العزيز بعد أيام من ذلك أنه « كلما ابتعدت الأممالمتحدة عن الهدف النهائي، أي استفتاء تقرير المصير، كلما اقتربنا بشكل من الخيار الآخر وهو المواجهة المسلحة». وفي نفس سياق التهديد ، أعلن محمد الشيخ مستشار بسفارة الجمهورية الوهمية بالجزائر أن القرار 1920 «منحاز للأطروحة المغربية» مضيفا أن « الشعب الصحراوي لن يبقى مكتوف الأيدي إلى ما لا نهاية... ولو أدى ذلك بالعودة إلى الكفاح المسلح» حسب قوله. غير أن هذه التهديدات لم تعد تقنع أحدا وخاصة محتجزي تندوف الذين يتحينون كل فرصة متاحة للفرار من جحيم عبد العزيز ومن معه والالتحاق بأرض الوطن ، حيث تمكن العديد منهم (شيوخ نساء وشباب) من فك طوق الحصار والعودة، بينهم مسؤولون كبار في البوليساريو مثل أحمد ولد سويلم، أحد مؤسسي الجبهة والمصطفى ولد سلمى سيدي مولود المسؤول الأول بشرطة البوليساريو، الذي عبر عن تأييده لمقترح الحكم الذاتي والذي غادر الأسبوع الماضي مدينة السمارة في اتجاه مخيمات تندوف من أجل مواصلة التعبئة للانخراط في المبادرة المغربية.