يلعب مسؤولو كرة القدم في المغرب مع نظرائهم في الدول الأوروبية لعبة شطرنج تتراوح بين كر وفر، وذلك في سباق على اقتناص النجوم الصاعدين ذوي الجنسيات المزدوجة، المنحدرين من أصول مغربية لتعزيز صفوف المنتخبات الوطنية. وإن كان أسود الأطلس قد خسروا العديد من المواهب، من أبناء المهاجرين المغاربة المقيمين بأوروبا، والذين اختاروا اللعب لمنتخبات أوروبية، فإن الإدارة التقنية المغربية أبدت في السنوات الأخيرة اهتماما متزايدا بإقناع اللاعبين الواعدين، الموزعين على مختلف بطولات الدوري في أوروبا، بتلبية نداء القلب والهوية في مواجهة الاغراءات العديدة التي يضمنها اللعب لمنتخبات أوروبية تتمتع بامكانيات ضخمة. ويعد مروان الشماخ، نجم أرسنال الإنجليزي، واحدا من الأوراق الرابحة التي صبت في مصلحة المنتخب المغربي، في وقت كان اللاعب الواعد آنذاك قد حصل على دعوة للالتحاق بالمنتخب الفرنسي للشباب، لكونه يحمل الجنسيتين المغربية والفرنسية. وشهدت الأيام الأخيرة جولات محتدمة من هذا الصراع الكروي المغربي الأوروبي، بعد تعيين البلجيكي إريك غيريتس مدربا لأسود الأطس، حيث بادر الأخير إلى ربط الاتصال بعدد من لاعبي الدوري الفرنسي والبلجيكي لتعزيز صفوف منتخب بلدهم الأصلي، الذي يحاول تجاوز حالة التراجع غير المسبوقة في مردوده على الصعيدين القاري والدولي. وقبل أيام فقط، صرح يوسف العربي، لاعب خط وسط فريق «كاين» الفرنسي لصحيفة «ليكيب» الرياضية المتخصصة أنه يفضل اللعب للمنتخب المغربي. وقال يوسف العربي، الذي برز بشكل لافت في بداية الدوري الفرنسي، وسجل أول أهداف فريقه في الدورة الأولى ضد حامل اللقب «أولمبيك مارسيليا» : «إن كان علي الاختيار، فسأفضل اللعب للمغرب. سأختار جذوري.» وبعد أخذ ورد، يبدو أن لاعب فريق ستاندار لييج البلجيكي، مهدي كارسيلا (19 عاما) اختار هو الآخر الانضمام الى المنتخب المغربي، مع أنه يحمل أيضا الجنسية البلجيكية. وكان مدرب المنتخب البلجيكي قد أدرج اسمه في لائحة لاعبي المنتخب، الذين سيواجهون ألمانيا ثم تركيا ضمن تصفيات كأس أوروبا للأمم، غير أن الصحافة البلجيكية تؤكد أن اللاعب اختار سلفا فريق «القلب»، أي المغرب. وحملت صحيفة «سود بريس» البلجيكية مسؤولية خسارة كارسيلا للاتحاد البلجيكي، الذي لم يوجه الدعوة مبكرا للاعب المتميز الذي خطفه غيريتس من المنتخب الذي لعب له سنوات طويلا. في المقابل، لم يتمكن الاتحاد المغربي من الاستعانة بخدمات عدد آخر من اللاعبين ذوي الأصول المغربية الذين فضلوا حمل قمصان منتخبات أوروبية. ولعل أبرز الأمثلة على ذلك سجل لدى اللاعبين الحاملين للجنسية الهولندية، وفي مقدمتهم خالد بولحروز وابراهيم أفلاي، اللذين كانا ضمن المنتخب الهولندي المشارك في نهائيات كأس العالم الأخيرة بجنوب افريقيا. (سي إن إن) في نفس السياق، صرح محمد كلاوة الكاتب العام لاتحاد المحمدية، أن اختيار ملعب ازغانغن لم يكن صائبا إذ أنه يحتاج لترميم أرضيته وإصلاح مرافقه. وكان فريقا هلال الناضور واتحاد المحمدية قد التقيا، يوم الأحد، فوق أرضية ملعب ازغانغن الذي يبعد عن مدينة الناضور بحوالي 15 كيلومتر، وذلك برسم الدورة الثانية من بطولة القسم الوطني الثاني، وشهدت المباراة تفوقا للفضاليين بثلاثة أهداف لصفر. وعرف اللقاء احتجاجات قوية على التحكيم من طرف الفريق الناضوري، خاصة بعدما تم طرد لاعبين من صفوفه(هشام خاي ومحمد خضيرة)، وعدم الإعلان عن ضربة جزاء اعتبرها لاعبو الناضور واضحة وشرعية. فريق الاتحاد احتج بدوره على الحكم، معتبرا أن الحكم تغاضى عن عدة ضربات خطأ بعدما تعرض لاعبوه لبعض التدخلات العنيفة عن عمد. ونجح فريق اتحاد المحمدية، بواسطة لاعبيه عدناني، دحان وموكيل، في تسجيل ثلاثة أهداف أمام هلال الناضور، الذي يحتاج ، حسب رأي محمد كلاوة الكاتب العام لفريق الاتحاد، لكثير من العمل للتأقلم مع أجواء بطولة القسم الوطني الثاني. وشهدت نهاية المباراة بين الفريقين غليانا من طرف لاعبي هلال الناضور الذين حاولوا التهجم على حكام اللقاء، لولا تدخل أعضاء المكتب المسير للفريق الناضوري الذين وقفوا لحماية ثلاثي التحكيم!