عندما جاء مولاي اسماعيل العلوي، الأمين العام السابق لحزب التقدم والاشتراكية وعضو مجلس الرئاسة بنفس الحزب، إلى الحياة سنة 1940، لتضمه أسرة تقليدية كثيرة العدد، تعيش تحت سقف «الدار الكبيرة» بمدينة سلا. وهي أسرة عريقة تنحدر من نسل المولى اسماعيل. وربطتها بالقصر والأسرة العلوية روابط متينة. فعندما أتى هذا الصبي لم يكن أحد يخمن داخل الوسط العائلي، أن م اسماعيل العلوي سيصبح أحد قادة الحزب الشيوعي المغربي ،بل زعيما له. أعتقد أن هناك تناقضا صوريا بين الحياة و الممات، ومنشأ هذا التناقض يعود إلى كون عقلنا درج بفعل التربية على الفكرة القائلة بانفصام الجسد عن الروح، في حين أن الجسد والروح شئ واحد . وعندما يتحدث مولاي إسماعيل عن مثل هذه القضايا تجد جرعة الدهشة زائدة في خطابه ،وأحيانا يفاجئك بأصالة فكرية قد لا يهتم الكثير من الساسة بتطويرها. وحين يحدثك الرجل، يحرص على إشراكك في بعض الوقائع في حياته التي تركت أسئلة في ذهنه. الحياة والموت شيء واحد عندما حان أوان رحيل أبي رحمه الله، حدث أمر غريب في ليلة وفاته، رأيت أبي في حلم و كأنه يودعني . كيف كانت علاقتك بأبيك؟ كانت علاقة احترام .. لكن لا أذكر يوما أنه قبلني أو ضمني. العلاقه مع الأبناء هل سمحت لك المشاغل السياسية والأكاديمية وتدبير الضيعة وممارسة العمل المدني باهتمام كاف لتنشئة الأبناء؟ لم تتح لي الفرصة للإنكباب الكلي على تنشئة الأبناء ويجب أن احمد الله على ذلك . لماذا؟ لأن الذي يريد أن يكون أبناؤه على صورته وطبق الأصل له ، يقع في ضرب من ضروب الكليانية ، بل يجب يترك المرء لأبنائه هامش الحرية ليتمكنوا من تكوين شخصيتهم . هل كنت قاسيا يوما معهم؟ عنفت ابنتي في إحدى المرات، وريما كنت قاسيا معها ، بسبب تصرف سلكته مع إحدى الخادمات ، وأنا كنت دائما حريصا على تربية الأبناء على احترام الآخرين. سلا وهوى الطفولة مدينة سلا بالنسبة إليك مدينة الصبا والطفولة ، ما هي الأماكن التي مازالت لها صدى في وجدانك في هذه المدينة؟ أعتقد أن مكانين في سلا ظل تأثيرهما في منذ طفولتي الأولى ، ويتعلق الأمر بالمسجد الأعظم وسيدي عبد الله بنحسون . لماذا هذين المكانين بالذات؟ بالنسبة للمسجد الأعظم ارتبط الإحساس به بأسباب كثيرة ، أهمها تلك الذكريات المتعلقة بجماليات ليلة القدر ، عندما كانت تصطحبنا - دادا أمي - ، وهي امرأة كانت تقوم مقام الوالدة إلى المسجد الأعظم في ليلة القدر وانا وأخي نلبس الجلباب التقليدي ويتمنطق كل واحد منا بخنجر تقليدي. هيئتك ولياقتك دائما جيدة والحمد لله ، هل مارست أو استهوتك رياضة ما؟ يبتسم ويقول : كنت أود ان أمارس رياضة الركبي، لكن النظارات منعتني من ذلك.