دعا الوفد المغربي المشارك في المنتدى التشريعي العالمي الأول للشباب إلى انخراط أوسع للشباب في الحياة السياسية وتحسيسه بجميع جوانب التنمية المستدامة. واعتبرت رئيسة الوفد السيدة مباركة بوعيدة خلال هذا المؤتمر الذي انعقد بالمكسيك ما بين25و27 غشت الجاري إلى أن «المشاركة الضعيفة للشباب في الحياة السياسية علة نعاني منها جميعا, لا سيما في بلدان الجنوب» مؤكدة ضرورة معالجة هذا الوضع عبر تحسيس الأحزاب السياسية بأهمية الانخراط الشامل للشباب في عملية اتخاذ القرار داخل الهيئات السياسية. وأضافت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب في تصريح لوكالة المغرب العربي,عقب انعقاد المؤتمر, أنه بإمكان هذا الاندماج أن يتحقق,أيضا, عبر تحسيس الشباب أنفسهم بضرورة ولوج الحياة السياسية, وجعلهم يعون وجودهم كقوة ديمقراطية تتمتع بمؤهلات هامة. واستعرضت السيدة بوعيدة,التي أشادت بدور المكسيك في تنظيم هذه المبادرة , المحاور السبعة التي تمركزت حولها نقاشات المنتدى, والتي همت مجالات الشغل, والتربية, والصحة, والأمن,والهجرة, والتكنولوجيا الجديدة والتنمية المستدامة. وفي معرض حديثها عن المشاركة السياسية للشباب, ذكرت النائبة البرلمانية المغربية أنها اقترحت على نظرائها من مختلف أنحاء العالم مسألة تشريع واستعمال نظام للكوطا يهم الشباب ويضمن لهم موقعا في مراكز اتخاذ القرار بالأحزاب السياسية التي بات يتعين عليها بدورها « النظر برؤية مغايرة إلى الشباب» وأضافت , في هذا الصدد, أنه أضحى من اللازم على « كافة السياسات العمومية المتخذة على مستوى البرلمانات أن تأخذ بعين الاعتبار كيفية التأثير في الشباب, وتقديم بعض التنازلات الممنهجة لصالحه» كما لفتت النائبة المغربية النظر إلى أنه خلال العشر سنوات الماضية كان« الانخراط الخلاق للشباب بالمغرب باهرا. فثمة انفتاح هام يعكس مدى الأهمية التي صار يوليها الشباب لظروف عيشهم» وإن هذا الاقبال على الحياة الجمعوية -تضيف السيدة بوعيدة- يمثل وجها من أوجه انفتاح المغرب على كافة المستويات, كما يعكس رغبة الشباب في «الحوار ومخاطبة الطبقة السياسية , فضلا عن عرض أفكاره والدفاع عنها داخل الحقل السياسي أو السوسيواقتصادي». وأوضحت أن «هذا الانفتاح الباهر لبلد كالمغرب أصبح يشكل نموذجا يحتذى به في المنطقة, وهي مسألة تمت الإشارة إليها خلال هذا المنتدى». كما أكد الوفد المغربي على أهمية محور التنمية المستدامة ,مبرزا في هذا السياق السياسة العمومية الإرادية التي تتبناها المملكة المغربية لادماج الطاقات المتجددة في أوراش التنمية المستدامة وشكل هذا المنتدى فرصة سانحة لإطلاع المجتمع التشريعي الدولي على إحداث الوكالة المغربية للطاقة الشمسية وتحديد خمسة مواقع تم إطلاق بعضها. وفي هذا الصدد , قالت السيدة بوعيدة « أعتقد أنه كان من الأهمية بمكان التأكيد على هذه النقطة , على اعتبار أن غالبية البلدان المشاركة في هذا المنتدى لم تنخرط بعد في مجال الطاقات المتجددة» مبرزة انه تم التصويت بالاجماع على التوصية التي تقدم بها الوفد المغربي في هذا الصدد . كما صادق المنتدى أيضا على توصيتين اقترحهما المغرب. وتتعلق الأولى بصياغة ميثاق وطني للتنمية المستدامة الذي يمكن أن يشكل قاعدة للنهوض بالسلوكيات البيئية لدى الشباب, في حين تتعلق الثانية بانسجام التشريعات الوطنية مع التنمية المستدامة. وإجمالا, فقد صادق المنتدى على نحو100 توصية تهم المجالات الأساسية التي تمت معالجتها خلال الأيام الثلاثة للنقاش الدائر بين المشرعين, الذين التزموا بالنهوض داخل مؤسساتهم التشريعية, بالقوانين المتعلقة بالشباب على الخصوص. وفي ما يتعلق بالتربية, اقترح المنتدى التشريعي إدماج, خلال صياغة الميزانيات الوطنية, «مقاربة جديدة» على غرار مقاربة النوع من أجل تعميم التربية التي تعد «حقا لجميع الشباب, نساء ورجالا, عبر إشراك الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. كما طالب المنتدى بتبسيط مجال استعمال التيكنولوجيات الحديثة باعتبارها رافعة تربوية, مع إرساء ميكانيزمات موجهة لهيكلة استعمال التيكنولوجيات الحديثة بشكل أخلاقي والحد من استعمال المواقع غير الملائمة التي تستهدف الساكنة الفتية. وسيتم رفع الوثيقة التي تشمل جميع هذه التوصيات إلى الأممالمتحدة, التي «ستتبنى مما لايدع مجالا للشك, المنتدى» الذي يرتقب أن يتم تنظيم نسخة جديدة منه السنة القادمة. ويرتقب أن تتمثل الخطوة التالية في إحداث هيئة على مستوى الأممالمتحدة مخصصة للشباب على شكل مفوضية سامية أو وكالة دولية. وشكل المنتدى التشريعي العالمي حول الشباب أحد الفضاءات الثلاث التشاركية التي نظمت في إطار المؤتمر العالمي للشباب بالمكسيك. ويتمثل المنتديان الآخران في منتدى الحكومات والمنتدى الاجتماعي, المنعقدين يومي23 و27 غشت الجاري بمدينة ليون المكسيكية