تشكل محطة الطاكسيات بالسعيدية إحدى أهم الفضاءات التي يتجمع فيها الوافدون السياحيون، وهي تعرف حركة جد مكثفة لاسيما خلال فصل الصيف. وفي الوقت الذي كان يجب فيه أن تستجيب هذه المحطة للمواصفات التي تليق بقيمة المدينة السياحية، نجد أنها تعيش على ايقاع الفوضى والارتجال، إذ أنها لاتملك بنية عمرانية تنتظم داخلها الطاكسيات الكبيرة والصغيرة على السواء، بل تبقى عبارة عن ساحة تختنق بالأوساخ والأزبال وكل أشكال الفوضى، ناهيك عما تعرفه من السلوكات «المشينة» كتفشي ظاهرة سرقة جيوب وأمتعة الركاب، بالاضافة إلى مظاهر العراك و الخصام والمشاداة، والتي قد تأخذ أبعادا خطيرة تخلق الرعب والفزع في نفوس السياح الركاب، مما يفرض خلق نقطة أمنية بها، تضمن سلامة هؤلاء، وتحافظ على النظام العام، لاسيما وأنه تسجل يوميا حالات تستوجب حضورا أمنيا مداوما، خاصة خلال فصل الصيف. ومما يزيد من بؤس حال هذه المحطة أنها تفتقر إلى تغطية على مستوى الإنارة العمومية، فالطريق المحاذية للقصبة، والمؤدية إلى الطاكسيات، لاتتوفر على أعمدة الإنارة، بالرغم من أنه تم تخصيص 5 أمكنة لها، وهذا ما يجعل هذه الطريق والتي تكاد تكون الوحيدة المؤدية إلى المحطة، تغرق في الظلام الدامس، فتنشط عملية اعتراض سبيل الراغبين في السفر من طرف عصابات متخصصة في السرقة. وللإشارة فإن مدينة السعيدية، حققت خلال شهر يوليوز، نسبة عالية من عمليات السرقة، حيث وصل عدد الشكايات المتعلقة بالسرقة الموصوفة والسرقة بالنشل حوالي 120 شكاية، وكانت محطة الطاكسيات إحدى أهم النقط السوداء التي تنامت بها هذه الظاهرة التي أقلقت الراي العام المحلي، وذلك بالرغم من التعزيزات الأمنية التي تعرفها عادة مدينة السعيدية كل صيف. وقد عبر أحد سائقي سيارات الأجرة بالسعيدية عن تذمره من الوضع الذي تعيشه هذه المحطة قائلا :«إننا بدأنا نكره هذه المحطة التي لا ننعم فيها بأية راحة، حيث تكثر الصراعات وتشتد كل مظاهر الخصام والمواجهات، إما بين السائقين أنفسهم أو بين السائقين والركاب، والتي يستغلها النشالون الذين ارتفعت أعدادهم بالمحطة، لذلك نطالب بمركز للشرطة هنا للحد من هذه السلوكات». وقد علق أحد الركاب في حديثه للجريدة قائلا :«إن أغلب الصراعات بين السائقين والركاب، تكون بسبب عدم احترام قانونية الأثمان التي لاتستقر على حال، خاصة خلال الليل، فقد يصل ثمن المقعد الواحد ب«الطاكسي» المتوجه إلى مدينة وجدة 50 درهما، وهذا ابتزاز واضح للركاب، وهو عملية تشوه سمعة المدينة التي يفترض أن تعمل المصالح المختصة على مراقبة مثل هذه السلوكات، والحقيقة أن السعيدية بحاجة إلى محطة تساير قيمة المدينة». فهل سيلتفت المسؤولون، كل حسب اختصاصاته، إلى هذه المحطة بهدف تطوير خدماتها للركاب، أم أن الأمور ستبقى على حالها، لتنضاف إلى ركام المشاكل التي تتخبط فيها المدينة ؟