تعرف ازقة وشوارع وسط مدينة السعيدية تهافتا بشعا على استغلال الملك العمومي بطرق غير قانونية وذلك من طرف بعض أرباب المحلات التجارية والمقاهي والمطاعم الذين ينشرون طاولاتهم وكراسيهم وسلعهم بشكل يعرقل حركة السير حيث يتم ارغام الراجلين على النزول من الارصفة المخصصة لهم الى الطرقات المخصصة لوسائل النقل المختلفة مما يخلق ازدحاما مستمرا، خاصة وان هذه الاماكن تعرف حركة قوية للسير مثل شارع الحسن الثاني الذي يبدو ان الملك العام فيه قد افتقد الحماية الكافية وصار عرضة للاستغلال البشع، ولم يسلم حتى الكورنيش ليلا من معروضات موزعة هنا وهناك عند ارجل اعداد هائلة من الناس الذين يستغلون هذا الفضاء في الاستجمام، نفس الشيء يقال عن الازقة القريبة من محطة الطاكسيات و السوق الاسبوعي الذي بلغ في مدخله الامر درجة عالية من التسيب وذلك على مرآى ومسمع المسؤولين الذين كان من المفروض ان يتعاملوا بحزم مع كل حيازة غير قانونية للملك العام صونا لحق الراجلين وحماية للارواحهم من الحوادث. من جهة واستجابة لعملية تاهيل الجانب السياحي بالمدينة من جهة اخرى وفي تعليق له على هذه الحالة التي يعيشها الملك العمومي بالسعيدية قال احد الفاعلين الجمعويين «..اننا كفاعلين جمعويين ندرك الصعوبة التي قد تعترض عملية محاربة هذا النوع من الاستغلال اللامشروع خاصة خلال فصل الصيف حيث تكتظ السعيدية بالوافدين والسياح لذلك يجب التفكير في الامر جيدا قبل هذا التوقيت اذا توفرت - طبعا - الرغبة في ذلك لان هناك من يستفيد من هذه الظاهرة ونخاف ان ياتي وقت ما يقدم فيه السكان على كراء واجهات منازلهم العمومية للمعروضات التجارية على غرار ما يحدث ببعض المدن المغربية..». احد الزوار صرح للجريدة قائلا :«.. كل شيء اصبح محتلا بالسعيدية: الازقة والشوارع، الكورنيش وبعض الساحات مثل ساحة العلويين وحتى الشاطئ الذ ي اصبح يتجه نحو الخوصصة كل هذا بسبب الجشع المادي الذي اصبح طاغيا بالمدينة كل شي بغا لفلوس في السعيدية ولو بطرق غير مشروعة وباماكن غير مرخص بها ..» فهل سيبادر المسؤولون الى التدخل لمحاربة ظاهرة الحاق الملك العمومي بالملك الخاص بدون سند قانوني خاصة من طرف اصحاب المقاهي والمطاعم الذين يلهثون وراء الاغتناء على حساب ممرات عمومية هي من حق المواطنين ام ان الوضع سيبقى على ما هو عليه لينضاف هذا الى ركام من المشاكل التي تعيق بشكل حقيقي الفعل السياحي بالمدينة والتي تحتاج الى تضافر المجهودات لحلها او على الاقل للحد من خطورتها.