يقصد العديد من الأشخاص خلال شهر رمضان الحدائق العمومية، كما هو الحال بالنسبة لحديقة الأيسيسكو « حديقة مردوخ سابقا» باعتبارها فضاء يوفر الهدوء والسكينة والاستمتاع برطوبة الجو، خاصة وأن رمضان هذه السنة يحل في فترة تتميز بارتفاع درجة الحرارة. ومن بين هؤلاء الأشخاص نجد مثقفين شغوفين بالمطالعة أو بملء شبكة الكلمات المسهمة، أو هرباً من حرارة جدران البيوت. وصنف آخر يفضل الظفر بثواب وجزاء هذا الشهر العظيم حاملا معه المصحف لتلاوة ما تيسير من الآيات، علما أن المقاهي لا تشتغل في النهار خلال هذا الشهر. لذا تصبح الحدائق العمومية وحديقة «الإيسيسكو» الوجهة المفضلة والمفتوحة أمام هذه الشريحة من ساكنة المنطقة. لكن المفاجأة التي تنتظر هؤلاء أن كراسي الحديقة ممتلئة، وتحولت إلى أسرة نوم، ليس من طرف متشردين هذه المرة، ولكن من لدن أشخاص أخد منهم التعب مأخذه نتيجة السهر إلى ساعات متأخرة من الليل. لذا اختاروا الاستلقاء والاسترخاء فوق كراسي الحديقة، وما تبقى من الكراسي الفارغة لا يصلح للجلوس مخافة الإصابة بضربة شمس، هؤلاء الراقدون لا يستطيع أحد أن يتجرأ على الكلام معهمر أو يحتج على سلوكهم بدافع أن كراسي الحديقة مخصصة للجلوس وليس للنوم، وذلك مخافة أن تكون العواقب غير سليمة، لأن في هذا الشهر الكريم تكثر الانفعالات والنرفزة «ابْنَادَمْ أعْلَى سَبَّا». وفي كثير من الأحيان، يتعذر تحقيق الهدف الذي جيء من أجله إلى الحديقة بسبب سلوك العديد من هؤلاء الأشخاص.