لا حديث اليوم في سيدي قاسم إلا عن قطاع النفايات والأزبال الذي فوتته بلدية سيدي قاسم لفائدة شركة خاصة، ولا حديث اليوم إلا عن الامتعاض والحسرة التي يشعر بها مواطنو سيدي قاسم جراء انتشار العديد من النقط السوداء بسيدي قاسم ، وانتشار الروائح الكريهة ، ففي كل حي تتراكم جبال من الأزبال ويتراكم معها الإهمال الذي تواجه به بلدية سيدي قاسم هذه المشكلة. أما الشركة المكلفة بتدبير هذا القطاع فلا رادع لها ولا مراقب لها، ومسؤولوها يتجولون بسياراتهم ولا تباليهم شكاوي المواطنين، ولا تباليهم الازبال المتراكمة هنا وهناك. أما أسطولها من الشاحنات فنعتقد انه لا يكفي حتى لإزالة أزبال حي واحد فبالأحرى تغطية كافة الأحياء. وينتقد المواطنون سكوت المجلس البلدي عن هذه الظاهرة التي أصبحت تشغل بال المواطنين، بل إن المجلس الحالي ينتقد المجلس السابق وهو نفس المجلس ويحمله مسؤولية توقيع صفقة تفويت تدبير النفايات لشركة ضعيفة لا تملك من اللوازم والإمكانيات ما يؤهلها لتدبير قطاع أساسي، وها هي الشركة تفشل في تدبيره. أما السلطة المحلية فإنها تراقب بعين المحايد عما يجري من احتجاجات للمواطنين ضد هذه الشركة المكلفة بنقل الأزبال والنفايات. وتراقب ايضا بعين المحايد ما يقع للبيئة في سيدي قاسم من تعد وتلوث وإهمال. ويضطر بعض المواطنين لنقل أزبالهم في سياراتهم لرميها في ضواحي المدينة . عند زيارتنا لحي الياسمين وهو الحي الذي يفوز فيه رئيس بلدية سيدي قاسم بنسبة عالية شاهدنا مساحات مخصصة للملاعب ومواقف السيارات تتراكم فيها جبالا من الأزبال وتنبعث منها روائح كريهة، بل انه خلال قيامنا بتصوير بعض من هذه الأزبال تحلق حولنا نسوة ورجال وأطفال يشتكون من هذه الظاهرة، ويتوجهون باللوم والعتاب ضد الشركة والمجلس البلدي والسلطة المحلية، بل شاهدنا بأم أعييننا أجساد أطفال ببقع وتقرحات ناتجة عن لسعات الحشرات. ودون الإطالة فلقد علق مواطن على هذه الظاهرة وقال إن سيدي قاسم لم يعد ما يميزها اليوم عن باقي المدن، بل أصبحت مدينة أزبال بامتياز. ويحمل المواطنون المسؤولية إلى السلطة المحلية والتي من واجبها التدخل من اجل إنصاف المواطنين ومعاقبة الشركة لسوء تدبيرها قطاعا حيويا و بسبب أولا وأخيرا إخلالها بدفتر التحملات. ويحملونها مسؤولية تجاهل احتجاجات المواطنين. فماذا يقول عامل الإقليم في هذا المشكل؟