تتجاوز الدراما السورية في الموسم الرمضاني 2010 عدد مسلسلاتها التي أنتجت في الموسم الماضي. ويتجاوز عددها هذا الموسم ثلاثة وثلاثين عملا بما فيها الأعمال ذات الإنتاج المشترك. وربما مع استعادة الكمية في الإنتاج، وُفّقت الأعمال السورية بتقديم تنوّع في المضمون. وهذا على الأقل ما ترسمه الصورة للمراقب عن كثب لعمليات تصوير تلك الأعمال. فلجهة التنوع تقدم الدراما السورية خمسة مسلسلات تاريخية من بينها مسلسلان من نوع السيرة الذاتية ومسلسل عن القدس. بينما تنتمي سبعة مسلسلات إلى ما يعرف بأعمال «البيئة»، وسنشهد هذا العام دخول البيئة الحمصية بعد الشامية والحلبية والساحلية، بالإضافة إلى مسلسل بدوي، وأربعة عشر مسلسلا اجتماعيا، يضاف إليها مسلسلان تربويان، وخمسة مسلسلات كوميدية. وإلى التنوع يشهد الموسم الدرامي هذا العام عودة القطاع العام لإنتاج عدد «معقول» من المسلسلات، بلغ هذا العام ستة أعمال أنتجتها «مديرية الإنتاج التلفزيوني» في «الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السوري» ، بالإضافة إلى عملين أنتجتهما «الفضائية التربوية السورية». فيكون بذلك القطاع العام الدرامي قد أنتج ما يقارب عشرين في المئة من الإنتاج الدرامي السوري. وفي حين تراجع الإنتاج التاريخي في العام الماضي ليقتصر على عمل تاريخي واحد، بإنتاج مشترك هو «صدق وعده»، تعود الدراما السورية هذا العام بخمسة أعمال تاريخية وبالشكل الضخم الذي عرفت به الدراما التاريخية السورية. فينتج السوريون أو يشاركون في إنتاج مسلسلات «القعقاع» و«رايات الحق» و«كليوباترا» و«أبو خليل القباني» و«أنا القدس». وإذ اقتصرت كوميديا رمضان 2009 على عملين كوميديين هما «صبايا» و«مرسوم عائلي»، الذي تأخر عرضه إلى ما بعد الموسم، وجزء «استعادي» مما أنتجته سلسلة «بقعة ضوء» على مدار أجزائها الستة، تبدو حظوظ الدراما الكوميدية هذا العام في جذب الجماهرية كبيرة. خصوصاُ ان معظمها أجزاء جديدة لمسلسلات سبق عرضها ( «بقعة ضوء7»، «ضيعة ضايعة2»، «صبايا 2» ) أو مأخوذة عن شخصيات درامية شهيرة مثل «أبو جانتي - ملك التاكسي»، أو تتكئ على موضوعات شهيرة مثل «شاميات» وهو مسلسل لوحات انتقادية ساخرة موضوعاتها البيئة الشامية كما كرستها مسلسلات البيئة الشامية خلال السنوات الأخيرة. وتبقى للدراما الاجتماعية حصة الأسد على الرغم من تراجع عدد أعمالها هذا العام بالمقارنة مع العام الماضي. فتقدّم الدراما السورية ستة عشر مسلسلا اجتماعيا متنوعة المواضيع، وبعضها يتميّز بجرأته وإنتاجه الضخم... وارتفع عدد الأعمال البيئية ارتفاعاً ملحوظاً. فإذ عرض العام الماضي ثلاثة وهي مسلسلات «باب الحارة 4 » و«الشام العدية (بيت جدي)2 » و«الحصرم الشامي 3» ، يقدّم السوريون هذا العام خمسة مسلسلات عن البيئة الشامية («باب الحارة 5»، «الدبور1»، «أهل الراية 2»، «أقاصيص مسافر (حارة الياقوت)، «أسعد الوراق»)، ومسلسل عن البيئة الحمصية »وادي السايح«، ومسلسل بدوي «أبواب الغيم». مما لا شكّ فيه أن عدداً لا بأس فيه من تلك المسلسلات سيدخل حلبة المنافسة الحقيقية مع ما سيقدم من أعمال مشابهة في الدراما العربية عموماً.. وإن كانت الدراما السورية قد نجحت في اختبار التنوّع، فإن الموسم الرمضاني 2010 هو موسم حاسم لترسيخها في ذهن المشاهد: دراما التنوّع والنوعية.