أكدت أرقام رسمية أن المغاربة يستهلكون سنويا ما زنته 23 ألف طن من التوابل، التي يكثر الاقبال عليها مع اقتراب شهر رمضان، حيث يفرك العطارون أيديهم لترويج تجارة يفوق رقم معاملاتها سنويا 1.5 مليار درهم. مصادر مهنية تؤكد أن قرابة 90 بالمائة من هذه المنتوجات لا تحمل علامة تجارية أو ماركات مسجلة لها. وحسب احصائيات مكتب الصرف، فإن حصة التوابل في سلة الواردات ما فتئت خلال السنوات الأخيرة تأخذ منحى تصاعديا، منتقلة من 12821 طنا سنة 2008 بما قيمته152 مليون درهم ، إلى 17682 طنا بما قيمته212 مليون درهم خلال السنة الماضية، أي بمعدل نمو سنوي يفوق 39% . وكلما تسارع زحف شهر رمضان، إلا وعادت العطرية لتغتصب جيوب المواطنين، حيث قالت مصادر إن أغلب المعاملات التجارية المسجلة في سوق التوابل تتم في الفترة الممتدة بين شهري شعبان وذي الحجة. الأرقام المتوفرة لدينا تفيد أن المغرب ينتج ما يفوق 6 آلاف طن سنويا من الفلفل الأحمر المسحوق، و3500 طن من حبوب القزبر، بينما يتجاوز الانتاج الوطني للكمون 200 ألف طن. فيما يضطر المغرب الى استيراد 8000 طن من الابزار و1300 طن من القرفة و 600 طن من عرق الخرقوم.. ويظل الملح المنتوج الغذائي الأرخص في المغرب، إذ يعرض بدرهم فقط للكيلوغرام الواحد، في الوقت الذي تتذبذب أسعار باقي التوابل ليس ارتكازا فقط على موازين السوق من عرض وطلب، وإنما درجة الغش هي من يتحكم بشكل جلي في الأثمان. أسواق العطارين تحبل بقصص رائعة، فرغم أنه ليس بإمكانهم إصلاح ما أفسده الدهر، إلا أن بينهم أذكياء يتربصون للمقبلين على سلعهم ، ويبيعونهم دقيقا مخلوطا بملون أحمر على أنه «تحميرة». ماذا لو تمت زيادة الدقيق، التحميرة بشكل كبير إلى المرق..؟، حتما الطبخة ستكون «معقدة» وعلى وجبتي الغذاء أو العشاء فلتبكي البواكي. الإبزار المطحون أيضا لا يسلم من الغش، فهو في غالب الأحايين لا يعدو مسحوق» إيلان»، الذي يقل ثمنه بالكثير عن «الإبزار حبوب»، أما مسحوق الزنجبيل فليس في واقع الحال غير حلبة مطحونة، أو مسحوق الحمص أو الفول اليابس. وفيما يظل الملون الأصفر الاصطناعي «الخرقوم» ممنوعا من العرض في أسواق أوربا، إلا أن الكثير من المغاربة يستعيضون به كبديل عن «الخرقوم العرق». هذا الملون الأصفر الاصطناعي يشكل خطرا يحدق بطواجين المغاربة ومعها أبدانهم، كيف لا ؟ ومصادر طبية قالت إن مصدره هو حشرة صفراء تتخذ من الجزر الخالدات موطنا لها. نفس المصادر أفادت أن الحشرات الصفراء تصطاد، وتجفف ومن ثمة تطحن وتخلط بنكهات مختلفة لتضحى خرقوما بلون يميل تارة للاحمرار وأخرى يبدو أصفر.