ستشهد مدينة وادي لو على إمتداد أسبوع و ذلك في الفترة الممتدة ما بين 2 إلى 8 غشت 2010 فعاليات «اللمة السابعة»، التي تحولت إنطلاقا من هذه الدورة من أسبوع ثقافي وسياحي إلى مهرجان فني وثقافي يعكس تطلعات هذه المدينة الساحلية . وقد شكل الأسبوع الذي تحول إلى المهرجان عبر التراكمات التي إكتسبها و الذي ينظمه المجلس البلدي لمدينة وادي لو، بتعاون مع جمعية مكاد الاجتماعية والثقافية تحت شعار «التنمية أفقا ورهانا أساسيا من أجل الاحتفاء بمدينة وادي لو» ، التي تظل فضاء أساسيا للسياحة الداخلية في فترة الصيف، حيث تستقبل عشرات الآلاف من المصطافين من مختلف جهات المملكة، فضلا عن توافد عدد كبير من أبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج. هذا إلى الإحتفاء بالموروث الثقافي للمنطقة الذي كانت فيه طقوس اللمة حاضرة في جميع مناحي التقاليد الصيفية لقبائل بني سعيد. وتفتتح «اللمة السابعة» الفنانة الكبيرة عائشة تاشنويت، إلى جانب جوق أهلا النسائي التطواني، في سهرة تهدف بالأساس إلى مد جسور التواصل والتقارب ما بين لونين غنائيين مغربيين مختلفين ومتقاطعين - سوس و الشمال - يعكسان الغنى الثقافي والفني والموسيقي لجهتين من جهات المملكة المغربية، مملكة التنوع والاختلاف على إيقاع الوحدة والتعايش الحضاري والتاريخي. أما سهرة اليوم الثاني ، فتحييها المجموعة الشبابية «مازاغان» ، وهي المجموعة التي تطل على سماء مدينة وادي لو للمرة الثانية . وتحيي سهرة اليوم الثالث من اللمة السابعة مجموعة أهل الخلود، حيث تستعيد ساحة الشاطئ بمدينة وادي لو أجواء الموسيقى الغيوانية، التي اعتادت على الإستمتاع و الإنصات لها، منذ أن افتتحت مجموعة ناس الغيوان فعاليات اللمة الأولى صيف 2004 . وتتواصل سهرة اليوم الثالث مع فرقة «أون بويز» لموسيقى الراب، لتعكس انفتاح اللمة على اللون الموسيقى الشبابي، حيث أن هذه المجموعة أسسها أبناء الجالية المغربية بالخارج، وقد تألقت، في السنوات الأخيرة، داخل المغرب وخارجه و أحيت العديد من السهرات و شاركت في العديد من المهرجانات. أما سهرة يوم الخميس 5 غشت 2010، فتحييها فرقة «بنت غرناطة» للموسيقى، بمرافقة الفنانة نهاد برودي في ريبيرتوار من الأغاني العربية والمغربية الخالدة و كذا الجديدة . إلى جانب فرقة «لارابويز» التي أثارت ضجة إعلامية مؤخرا بعدما رفضت إحياء سهرات بإسرائيل لقاء إغراءات مالية مهمة، والفرقة تقدم أيضا موسيقى الراب ، والتي تتألف من عازفين ومغنيين ينتمون إلى جهة الشمال وأعلبهم من مدينة تطوان . وينشط سهرة يوم الجمعة الثنائي الساخر الجبلي والبلدي، الذي يحتفل بإصدار ألبوم ساخر جديد، بمشاركة الثنائي «الجبلية والبلدية»، ويتعلق الأمر بابنتي الجبلي والبلدي، اللتين احترفتا السخرية سيرا على خطى والديهما ، حيث شكلتا أول ثنائي نسائي ساخر في المغرب، وتتواصل سهرة الجمعة مع جوق السلام ومع الساب الحبيطري. سهرة يوم السبت يحييها الفنان عادل الميلودي إلى جانب جوق الطقطوقة الجبلية من تطوان، أما سهرة الاختتام، فيتوجها المعلم حميد القصري ومجموعة جيل الغيوان، يوم الأحد 8 غشت 2010 . وسيرا على نفس التقليد الذي رسمته لنفسها اللمة ستعرف «اللمة السابعة» ، إلى جانب البرنامج الغنائي، تنظيم سلسلة من الأنشطة الرياضية واللقاءات الثقافية والعروض المسرحية والكرنفالات، مع تنظيم أمسية شعرية بمشاركة عبد اللطيف شهبون وخالد الريسوني ومحمد أحمد بنيس. وتراهن لمة وادي لو، في جميع الدورات، على تأكيد العمق الثقافي و التنموي و الحضاري للمهرجان، حيث شاركت في اللمة، منذ انطلاقها، مجموعة من الأسماء الفكرية والثقافية المعروفة، بدءا من برنابي لوبث غارسيا، وهو عضو لجنة ابن رشد للعلاقات المغربية الإسبانية والشاعر والكاتب صلاح الوديع والكاتب عبد الحميد عقار وياسين عدنان ووفاء العمراني وعبد الكريم الطبال ومحمد الشيخي وعبد اللطيف اللعبي، الذي دعا، خلال زيارته الأخيرة لوادي لو، إلى جعل وادي لو ساحلا للثقافة على مستوى جهة طنجة تطوان، وعلى ضفة المتوسط بشكل عام. ويبقى هذا المهرجان واحدا من المهرجانات الأساسية في المشهج الثقافي والفني المغربي، وهو يحظى بمتابعة كبيرة من مختلف المغاربة، الذي يختارون مدينة وادي لو لقضاء عطلتهم الصيفية. غير أنه يعد، أيضا، في مقدمة المهرجانات التي تكاد لا تحظى بأي دعم يذكر، من طرف الجهات المانحة والداعمة، ليظل متوقفا على الدعم الذي يوفره المجلس البلدي، والدعم الذي يقدمه أصدقاء وادي لو لهذا المهرجان الفني والثقافي.