مصابيح أعمدة الإنارة مكسرة، نبتات شبه ميتة ، أرجوحة صغيرة كساها الصدأ بالكامل ، أزبال هنا و هناك ...هذا هو حال «حديقة» أو« شبه حديقة» توجد على مقربة من إقامة النخيل بسيدي مومن، والتي تشكل وجهة لبعض الساكنة بمجرد أن تبدأ الشمس بالمغيب بالرغم من افتقارها لسمات فضاء أخضر ملائم لاستنشاق الهواء النقي و للعب الأطفال... زهرة 40 سنة ، تقول بنبرات غاضبة « كل مساء نرغب في الخروج لاستنشاق الهواء، خصوصا أن الجو حار جدا هذه الأيام، لكن لا يوجد بالحي فضاء أخضر يصلح للجلوس، حتى المكان الوحيد الذي نأتي إليه هو في حالة جد مزرية يفتقر للحد الأدنى من التجهيزات كراسي، إنارة....) » . و على بعد خطوات قليلة من المكان توجد مجموعة من الرجال غزا الشيب شعر غالبيتهم ، البعض منهم يجلس القرفصاء و البعض الآخر يستند إلى أحد جدران الأسمنت التي غزت المنطقة ، جميعهم يفترشون «الكارطون» ، يتحلقون حول «الكارطا» أو لعبة «الضاما» توجهنا صوبهم لمعرفة وجهة نظرهم حول افتقار المنطقة لأماكن تناسب سنهم . السي احمد 65 سنة متفاعد ، يقول «لا نجد مكانا نتردد عليه كل عشية لتكسير الروتين اليومي الذي أضحى يلازمنا منذ أن حصلنا على التقاعد، المنطقة لاتتوفر على فضاءات خضراء تمكننا من استنشاق هواء نقي وتجعلنا نمضي أوقاتا مريحة ». بعض أطفال المنطقة عبروا ، بكل براءة ، عن خيبة أملهم من غياب حدائق للألعاب تمكنهم من الاستمتاع و الترفيه بمرحلة الطفولة . خالد (12سنة ) يدرس في السادسة ابتدائي يقول «نضطر إلى اللعب في الشارع بالرغم من المخاطر التي تحدق بنا نتيجة مرور الدراجات و السيارات والشاحنات...لأن حينا لا يتوفر على فضاءات آمنة ومناسبة تمكننا من اللعب بدون خوف. أحيانا تمنعني أمي من الخروج الى الشارع خوفا من أن يصيبني مكروه، و بهذا فأنا كثيرا ما أحرم من ممارسة كرة القدم أو كرة المضرب ».. ويقاطعه أبوه قائلا «الشيء الوحيد الذي يوجد بهذه المنطقة هو كثرة أسماء الاقامات، فهناك اجتهاد كبير بخصوص إيجاد أسماء للبنايات في حين لم يفكروا قط في تجهيز فضاء أخصر لسكان المنطقة، بالرغم من أن هاته الأخيرة تتضمن أعدادا مهمة من السكان و تحتاج إلى فضاءات كثيرة نحن الكبار في أمس الحاجة اليها فما بالكم بأطفالنا » و يضيف أحمد « من حقنا أن نطالب بتجهيز فضاء أخضر و حديقة للألعاب لأننا بحاجة إلى متنفس أخضر نستنشق فيه الهواء النقي ويتيح لأطفالنا فرصة اللعب بدون أخطار» !