دعا البطل الأولمبي سعيد عويطة أول أمس السبت خلال أشغال ندوة دولية نظمها مجلس الجالية المغربية بالخارج في موضوع «الرياضيون المغاربة عبر العالم: التاريخ والرهانات الحالية» إلى «توفير المسؤول الرياضي الملائم لتسيير الشأن الرياضي المغربي». وأوضح أن الوصول إلى المسؤول الملائم لن يتأتى إلا ب«الاعتماد على الديمقراطية وصناديق الاقتراع الشفافة، وكذا مضامين الرسالة الملكية كخارطة طريق». وشدد عويطة على أن يكون هذا اللقاء مناسبة لمناقشة مسؤولية الدولة في المجال الرياضي لأجل تمكينها من بحث التدابير للنهوض بألعاب القوى المغربية، وأن يشكل فرصة لاستخلاص العبر من أجل إعادة ترتيب البيت الرياضي المغربي. وفي هذا السياق، أكد البطل الأولمبي على ضرورة الاستفادة من خبرة الرياضيين السابقين، الذين راكموا تجارب تفيد الرياضيين المغاربة، والدفع بهم لشغل مناصب في المؤسسات الرياضية العالمية. كما استحضر عويطة أوضاع بعض العدائين المغاربة «غير المريحة» الذين اختاروا الاحتراف في الخارج كمسلك واحدا دونما التفكير في تأمين مستقبلهم علميا في ما بعد الاعتزال، مشيرا الى أن هذا هو «حال الكثير من الرياضيين الذي يقدم صورة واضحة لما آلت إليه أوضاعهم». ودعا في هذا الصدد إلى ضمان القيمين على الشأن الرياضي المغاربة «العيش الكريم للعدائين المغاربة من خلال تخصيص راتب شهري لهم»، بالإضافة الى تكوينهم ليكونوا فاعلين مجتمعيين، وبالتالي تحمل مسؤوليات مختلفة ما بعد الاعتزال. وبالموازاة مع ذلك، اعتبر عويطة هجرة الرياضيين المغاربة «أمرا ايجابيا في شموليته إذا ما تمت الاستفادة منهم» لأن دول الاقامة تمكن الرياضيين المغاربة من الاستفادة من البنيات التحتية، والاستشهار والاحتضان بالإضافة إلى مراكمة التجربة والخبرة والاستفادة من التطور التكنولوجي الذي من شأنه أن يساهم في تطوير أداء العدائين. واستعرض عويطة جملة من الصعوبات التي يواجهها العداء المغربي بالمهجر بالرغم مما يمكن أن يستفيد منه من مزايا تطور أداءه. وأشار في هذا الاطار إلى مسألة التأقلم والاندماج في بلدان الاستقبال، ومعاناة العدائين من العنصرية، وإغراءات التجنيس. وبالمناسبة أعلن عويطة عن حمله الجنسية الامريكية، مؤكدا أنه رفض أن يشارك باسم الولاياتالمتحدة غير ما مرة وفضل المشاركة في ملتقيات دولية تحت راية المغرب. كما أشار الى إغراءات فرنسا لدفعه لحمل الجنسية الفرنسية. مغربيا، اقترح عويطة من أجل ترتيب البيت الرياضي، خاصة في مجال ألعاب القوى، وضع تصور واضح واستراتيجية محددة المراحل، ودعا في هذا السياق الى توفير المناخ الملائم عبر الاهتمام بالمواهب ومسايرة تطورها البدني والفكري، مما يؤهلها للاندماج السلس في الفضاء الرياضي، بالإضافة الى توفير البنيات التحتية. هذا وكانت أشغال ندوة «الرياضيون المغاربة عبر العالم: التاريخ والرهانات الحالية» مناسبة تم خلالها تكريم المرحوم عبد اللطيف الغربي، قيدوم الصحفيين الرياضيين، الذي قدم الكثير للاعلام المغربي. وفي هذا الإطار عاتب أحمد بنددوش عدم اهتمام الشركة الوطنية للاذاعة والتلفزيون بهذه المعلمة الاعلامية. كما كان نفس العتاب الذي وجهه أبناء «الجوهرة السوداء، العربي بنمبارك، الذين عاتبوا عدم اهتمام المغرب بذكرى وفاة هذا اللاعب الاسطورة في الوقت الذي يتم الاهتمام به عالميا. وللإشارة فإن ما يميز الندوة، التي اختتمت اشغالها أمس الأحد، الحضور المتفرد لرياضيين مغاربة بصموا تاريخ الرياضة الوطنية والعالمية، مما من شأنه أن يدعم المبادرات التي يقوم بها من أجل التوثيق للذاكرة الرياضية المغربية خاصة عبر الاستفادة من أرشيف الصور الذي لا يزال الرياضيون يحتفظون به. ويذكر أن برنامج هذا اللقاء يعرف حضور أكثر من مائة مشارك من المغرب ومن الخارج، لاسيما من بلجيكا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا والسويد والمملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة، يتضمن مناقشة العديد من المحاور التي تهم بالخصوص مسارات الرياضيين المغاربة بالخارج والاختصاصات المتعددة للرياضيين المغاربة عبر العالم ومسالك الهوية الرياضية.