انطلقت ،اليوم السبت بالدار البيضاء، أشغال ندوة دولية ينظمها مجلس الجالية المغربية بالخارج في موضوع "الرياضيون المغاربة عبر العالم: التاريخ والرهانات الحالية" بمشاركة مجموعة من المؤرخين الرياضيين المغاربة والأجانب وعدد من الأسماء الرياضية والإعلامية المعروفة على الصعيد الوطني. وحسب المنظمين فإن هذه الندوة، المنظمة بشراكة مع القناة الثانية (دوزيم)، تهدف إلى المساهمة في كتابة تاريخ الرياضيين المغاربة في الخارج ابتداء من أواسط 1930 إلى بروز الأجيال الجديدة من الرياضيين المغاربة من ذوي أصول مهاجرة ، مرورا بالرموز الأسطورية لسنوات 1950 و1960، إلى جانب تكريم هؤلاء الرياضيين لمساهمتهم في انبثاق وتطوير الرياضة الوطنية المغربية. وفي هذا الصدد، اعتبر الكاتب العام لوزارة الشبيبة والرياضة السيد كريم عكاري خلال افتتاح أشغال هذه الندوة أن هذا الملتقى المتميز يشكل مناسبة بالنسبة للخبراء والباحثين المغاربة والأجانب لتقديم شهاداتهم التي ستعيد رسم مراحل هامة من تاريخ الرياضيين المغاربة داخل وخارج المغرب، وتحليل مسارات الأجيال الجديدة والإكراهات التي تواجهها خاصة في ما يتعلق بالهوية الرياضية فضلا عن تعزيز التعاون بين كل المتدخلين في القطاع. وأكد أن التطورات التي يعرفها المشهد الرياضي الوطني، وتأثيرات العولمة ليس فقط على وضعية المهاجرين المغاربة بل أيضا على مساراتهم الرياضية، جعلت الرياضيين المغاربة في الخارج في مواجهة تحديين يتعلقان بتحديد الانتماء والاختيار بين بلد الاستقبال والوطن الأم، والاتجاه نحو تجنيس الرياضيين الأجانب الذي أصبح ميسما للرياضة العالمية ما يسهم في انفصال الرياضيين عن أوطانهم الأصلية. وبعد أن أبرز الأهمية التي يوليها المغرب للرياضة باعتبارها رافعة حقيقية للتنمية المستدامة، أشار إلى أنه رغم كل الجهود التي تبذل من أجل النهوض بالرياضة الوطنية وتعزيز مكانة المغرب الرياضية على الصعيد الدولي وهو ما يحتاج الى تظافر جهود كل المعنيين بالقطاع، فإن المغرب يعاني للأسف من نقص في الموارد البشرية المتخصصة في المهن الرياضية . ودعا في هذا السياق إلى تكثيف الجهود وتوحيدها لاستقطاب الكفاءات الرياضية المغربية المقيمة بالخارج للاستفادة من الخبرات التي راكمتها في هذا المجال. ومن جانبه، أوضح رئيس مجموعة العمل "الثقافات والتعليم والهويات" داخل مجلس الجالية المغربية بالخارج، السيد يونس أجراي أن هذه الندوة تندرج ضمن سلسلة من اللقاءات التي نظمها المجلس لمناقشة عدد من القضايا التي تهم الجالية المغربية في الخارج كقضية اللغات وتعليمها، وأوضاع المتقاعدين المهاجرين، والتحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه أفراد الجالية، وذلك وفق مقاربة تتوخى تقريب المسؤولين من أوضاع هذه الجالية ومساعدتهم على اتخاذ القرارات التي تتلاءم وتطلعات المغاربة المقيمين خارج أرض الوطن. وشدد على أن الموضوع يكتسي أهميته بالنظر إلى الموقع الذي باتت تشغله الرياضة في حياة المهاجرين المغاربة، خاصة وأنها صارت بمثابة تلك اللحمة التي تسهم بقوة في تمتين الروابط الاجتماعية بين أفراد الجالية وقناة لتحقيق التواصل فيما بينهم . وأكد بدوره أن مسألة الهوية والانتماء تفرض نفسها بقوة على أبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج، مما يحتم العمل على الاستفادة من الفرصة التي يتيحها هذا الملتقى لبلورة تصورات ومقترحات ملموسة تساعد على إيجاد الحلول المناسبة لطبيعة هذا التحدي. فيما قال رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج السيد ادريس اليزمي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء عقب حفل الافتتاح، إن الهدف الرئيسي للندوة هو المساهمة في كتابة تاريخ الرياضيين المغاربة بالعالم باعتبارهم يشكلون القدوة للأجيال الصاعدة في التحلي بالإرادة وحب العمل والتواضع وهي ، بالإضافة إلى الموهبة، تشكل المستند لبناء شخصية رياضية قادرة على العطاء المتواصل. وأضاف أن ما يميز هذه الندوة هو الحضور المتفرد لرياضيين مغاربة بصموا تاريخ الرياضة الوطنية والعالمية، مما من شأنه أن يدعم المبادرات التي يقوم بها من أجل التوثيق للذاكرة الرياضية المغربية خاصة عبر الاستفادة من أرشيف الصور الذي ما يزال الرياضيون يحتفظون به. ويذكر أن برنامج هذا اللقاء، الذي سيختتم أشغاله مساء غد الأحد ويعرف حضور أكثر من مائة مشارك من المغرب ومن الخارج لاسيما من بلجيكا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا والسويد والمملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة، يتضمن مناقشة العديد من المحاور التي تهم بالخصوص مسارات الرياضيين المغاربة بالخارج والاختصاصات المتعددة للرياضيين المغاربة عبر العالم ومسالك الهوية الرياضية.