معدودون هم على رؤوس الأصابع من آمنوا بأنه بالإمكان أن يكون لمنطقة درب السلطان مسبح خاص بها، وكثيرون هم من ضحكوا ولم يولوا الأمر أهمية أو بخسوا الفكرة حقها، إلى أن وجدوا أن المشروع الذي كان على التصاميم يوما قد خرج إلى حيز الوجود وصار بإمكان «اولاد» درب السلطان السباحة في مسبح عمومي بطريق اولاد زيان ما بين الملعب الرياضي المعشوشب والقاعة المغطاة. مسبح تم تشييده على أرض جماعية مساحتها تقدر بتسعة آلاف متر مربع، بكلفة إجمالية قدرها 2.714.986.14 درهما، بتمويل من مجلس جهة الدارالبيضاء الكبرى الذي قام بتسليمه إلى مقاطعة مرس السلطان في انتظار تسجيله ضمن ممتلكات الجماعة الحضرية، ويضم حوضين للسباحة، الأول مساحته 450 م وبعمق يتفاوت ما بين 1.20 و 1.80 و 2.20 م ، ثم المسبح الصغير ومساحته 24 م . مربع بعمق يصل إلى 0.65 م . معطى سمح بفتح أبواب المسبح وإعطاء انطلاقة عمله الفعلية باستضافته لمخيم حضري خصص لأبناء المنطقة من الأسر المعوزة التي تعاني من الهشاشة ومن ذوي الدخل المحدود وذلك بالمجان على مدى أربع مراحل تحت شعار «منشآت القرب في خدمة الاطفال»، الأولى انتهت باستضافتها ل 200 طفل ، وهو عدد مرشح للارتفاع خلال الثلاث مراحل المتبقية، ويتراوح سن الذكور منهم ما بين 9 و 14 سنة، أما الإناث فيتراوح ما بين 9 و 12 سنة، وقد تم توزيع الحصص على الشكل التالي: 140 طفلا لمقاطعة مرس السلطان، 30 لمقاطعة الفداء و 30 لمندوبية وزارة الشبيبة والرياضة، يشرف عليهم 40 إطارا تربويا وإداريا منهم 30 تابعين للشبيبة والرياضة، إضافة إلى أربعة سباحين متخصصين وعناصر الوقاية المدنية. برنامج يومي متنوع مكّن ويمكّن أطفال المخيم الحضري لدرب السلطان/اولاد زيان من الاستفادة من فترات السباحة بالمسبحين، إضافة إلى حصص رياضية توفرها مرافق القاعة المغطاة في رياضات كرة اليد الكرة الطائرة فنون الحرب وكرة القدم المصغرة، التي يمكن ممارستها أيضا بالملعب المعشوشب، دون إغفال الورشات التربوية التي تشمل الأغاني/الأناشيد والألعاب وباقي الأنشطة الموازية، مع توفير التغذية لفائدة الأطفال التي يتم إعدادها بمركز الاستقبال سيدي معروف. مسبح اولاد زيان سيشكل منعطفا في ذاكرة المنطقة وجغرافيتها، ويفرض على القائمين عليه التفكير في برنامج يتجاوز المخيم الحضري للصغار بتخصيص حصص للكبار من أجل عدم حرمانهم من متعة السباحة فيه، وتحديد كيفية هاته الاستفادة حتى لايطاله ما طال عددا من الفضاءات الرياضية بشكل عام، أخذا بعين الاعتبار أن الولوج إليه في الظرف الحالي يبقى تلقائيا/عاديا، وهو الأمر الذي سيختلف عند تغير أحوال الطقس وحلول فصلي الخريف والشتاء، مما ينذر بعطالته سيما أنه مسبح مكشوف، مما يطرح بإلحاح ضرورة أن يتحول إلى مرفق مغطى واستغلال التقنيات الحديثة لتسخين مياهه وتنظيم برامج يومية لأبناء المنطقة خلال كل الفصول قصد الاستفادة منه على الشكل المطلوب.