في صباح أحد أيام الأسبوع الماضي، أخذت إيفلين أغراضها واتجهت إلى مسبح عمومي، كانت تستمتع بوقتها إلى أن تفاجأت بالمشرف على المسبح يطلب منها الخروج من المسبح وعدم الرجوع إليه نهائيا، استغربت إيفلين التي غيرت اسمها إلى إيمان بعد اعتناقها الإسلام، وعندما استفسرت عن الأمر أخبرت بأنه لا يسمح بالسباحة إلا بلباس البحر، ويمنع منعا كليا السباحة بالحجاب. "" من المسبح إلى المحكمة... خرجت إيمان من المسبح واتجهت نحو المحكمة وجمعيات محاربة لعنصرية ورفعت دعوى ضد المشرف وضد القانون الذي اتهمته بحرمانها من حقها في المسبح العمومي، لتتفجر بذلك قضية جديدة من القضايا المتعددة التي باتت مألوفة في عهد الرئيس ساركوزي، منهية سنوات العسل للجالية العربية والمسلمة في بلاد الأنوار، وتخرج مسلمات فرنسا إلى الشارع مرة أخرى مطالبات بحقهن في السباحة بالحجاب، كما سبق وخرجن مطالبات بحقهن في ارتداء الحجاب في أماكن العمل والدراسة، وبعده بحقهن في ارتداء النقاب. إيمان صرحت للصحف الفرنسية بأنها تفاجأت لتصرف المشرف، وأنها لا ترى أي مانع في ممارسة حقها في السباحة بردائها الذي ارتضته لنفسها، وأضافت أنها اشترت هذا الرداء الذي عبارة عن وشاح رأس وعباءة قصيرة وسروال طويل فضفاض اشترته من دبي ووجدته مناسبا ومساعدا لممارسة هواية السباحة التي تستمتع بها. الاحتجاج قادم... خالدة اليمني إحدى الناشطات الفرنسيات ضد العنصرية في بلاد ساركوزي صرحتفي حديث عبر العالم الافتراضي قائلة:"نحن نتهيأ للخروج في مظاهرة نحتج فيها على التضييق الذي بات يتزايد بشكل يومي ضد معتنقي الديانة الإسلامية ليس فقط في حق الجالية المسلمة التي اختارت فرنسا للإقامة وإنما أيضا في حق الفرنسيين الذي اختاروا الإسلام عقيدة لهم". مسابح خاصة بالمحجبات... "إذا كانت قوانين المسابح تقف ضدا عن رغبة العديد من المسلمات وأيضا المحافظات في الاستمتاع بحقهن في السباحة بالرداء لذي يفضله فإن من حق هذه الفئة من النساء أن تتوفر على مسابح عمومية خاصة بهن"، تقول خالدة متحدثة عن مطالبهن من خلال المظاهرة التي يعتزمن تنظيمها، خاتمة حديثها بقولها:"نعرف أن مثل هذا المطلب سيلقى تعنتا من الإدارة الفرنسية وسيبرر بأن بإمكاننا إقامة مسابح خاصة لكننا نطالب بمسابح عمومية موجهة فقط لهذه الفئة وهذا أقل شيء يمكن أن تقوم به الجمهورية الفرنسية للوفاء بشعاراتها التي بدأت تتهاوى تدريجيا". القانون والعلمانية ضد إيمان... عندما أخرج المشرف على المسبح إيمان ساندت الجمعية الفرنسية للمسابح قراره وبرر رئيس الجمعية هذا القرار بقوله:"قانون المسبح يفرض لباسا معينا للسباحة ولا يسمح بارتداء سروال قصير-شورت- أو سروال رياضي لاصق، أو تبان طويل، إلا أن السيدة إيمان أتت مرتدية كل ملابسها وأرادت السباحة بها، وهذا مخالف لقوانيننا التي تهدف إلى ضمان السلامة الصحية للسباحين، وقناعتنا من أن تغطية الجسد بكامله يخفي الكثير من الأمراض الجلدية ويرفع من احتمال نقل العدوى للآخرين إذا لم ننتبه للأمر باعتبارنا مشرفين". ليست المحافظة على السلامة الصحية للمسابح ما منع هذه المرأة وإنما أيضا القيم الأخلاقية للجمهورية الفرنسية"، هكذا رد أحد أعضاء الحزب الاشتراكي الفرنسي لتسانده عمدة المدينة التي شهدت الحدث بقولها:"كل جالية تقيم في فرنسا عليها الالتزام بقوانين هذا البلد واحترامها"، لتوجه بذلك الحديث إلى جميع الجالية المسلمة وليس فقط لإيمان التي هي من أصول فرنسية لكن مسلمة العقيدة.