ما وقع ويقع لحد الساعة بمنطقة الشلالات ، وما جاورها ، يطرح أكثر من علامة استفهام حول دور الجهات المعنية ب «محاربة البناء العشوائي»، سيما بعد اعتقال ستة أشخاص يتقدمهم قائد ورئيس الجماعة على خلفية فضائح التعمير بالشلالات، والتي اتضح مع مرور الأيام أن النطق ضدهم بأحكام سالبة للحرية، لم يوقف مسلسل بناء المستودعات والمنازل على الرقعة الفلاحية للمنطقة ! «لوبيات» يتم تداول أسماء أعضائها «النافذين» فيما بين المواطنين في العلن، بحكم قربهم من دواليب الشأن العام المحلي، إلا أن ذلك «لم يكبح جماحهم، بل زادهم شراهة في تعويض التربة بالإسمنت والآجور»، يصرح بعض المهتمين ل «الاتحاد الاشتراكي» حول الموضوع، حيث أضاف أحدهم أن «أحد المخالفين للضوابط المعمول بها في مجال التعمير الذي قام ببناء مستودع وتم هدمه قبل أن تطال الاعتقالات «المسؤولين» الستة، تمكن فيما بعد من تشييد منزل بمساحة 80 مترا مربعا، مستغلا علاقة قرابة عائلية بأحد المسؤولين النافذين»! في السياق ذاته، سبق لأحدهم، في الفترة ما بين 2002 و 2006، أن أقدم على بناء مستودع دون اتخاذ الإجراءات المعمول بها في هذا الجانب في حقه رغم أن الجماعة تتوفر على سبعة تقنيين، ظلوا غير قادرين على الإقدام على أية خطوة قانونية، وحتى الشكاية التي طالبت النيابة العامة بالبحث في حيثياتها حول تفشي البناء العشوائي بالبراهمة 1 «طُمست لأسباب مجهولة»، في وقت كان من الممكن جدا الاستعانة بخلاصات عمل مكتب الدراسات المسؤول عن مشروع الشلال الذي يتوفر على الإحصائيات والأرقام المدققة التي تم ضبطها بتعاون بين المصالح الخارجية الإسكان العمران العمالة القيادة والجماعة ! نموذج آخر يتمثل في إقدام «شخص» على بناء والقيام بإصلاحات عديدة بدوار شطيبة دون ترخيص، وسرى عليه نفس الوضع الذي سرى على «أقربائه»! ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل أقدم خلال الأيام القليلة الماضية على تشييد منزل بمساحة تصل إلى 400 متر مربع، وإسطبلات لخيول «التبوريدة» فوق أراض تابعة للأملاك المخزنية، قرب مدرسة اولاد حميمون، وفق تصريحات مطلعة لبعض المتتبعين. استمرار تفشي عمليات البناء العشوائي في المنطقة، أمام مرأى ومسمع من الجميع ، وضدا على التعليمات المركزية التي أظهرت صرامة في التعاطي مع هذا الملف وعدم التساهل مع كل من ثبت تورطه مهما كان موقع مسؤوليته، يستوجب، حسب بعض المتتبعين، فتح ملف تفريخ المنازل والاسطبلات و «الهنكارات» بالشلالات ومحيطها بكامل الحزم والجدية.