أصدرت غرفة الجنايات الابتدائية بالبيضاء، مساء أول أمس الأربعاء، أحكاما على المتابعين في ملف البناء العشوائي بمنطقتي الهراويين والشلالات (74 متهما)، بلغت المدة الإجمالية للسجن فيها 44 سنة، موزعة على المدانين.الدرك الملكي يهدم المنازل العشوائية (أيس بريس) وتراوحت الأحكام بين البراءة، والغرامة المالية، وسنتين سجنا نافذا، إذ حصل خمسة دركيين على حكم البراءة، بينما أدين واحد منهم بسنة سجنا نافذا، وغرامات مالية. وبرأت هيئة المحكمة قائدين، من أصل خمسة متابعين في الملفين، بينما أدانت الباقين بسنتين حبسا نافذا، كما برأت رجال القوات المساعدة الخمسة، المتابعين في الملف نفسه من المنسوب إليهم. وبلغ عدد الحاصلين على حكم البراءة 12 متهما، من أصل 74 المتابعين في الملف. من جهة أخرى، اكتفت هيئة المحكمة بالحكم بالغرامة (10 آلاف درهم لكل متهم) في حق المدنيين المتابعين من أجل البناء دون رخصة، بينما تراوحت المدد، التي أدين بها رؤساء الجماعات، بين سنة وسنة ونصف، إذ أدانت المحكمة عمر المبروكي، الرئيس السابق لجماعة الهراويين، بسنة ونصف حبسا، وغرامة مالية قدرها 300 ألف درهم، ومحمد الحو، الذي تولى رئاسة الجماعة نفسها بعده، بسنة حبسا، وغرامة مالية بمبلغ 200 ألف درهم ، فيما أدين رئيس جماعة الشلالات بسنة حبسا. كما قضت المحكمة في حق التقنيين الستة المتابعين في الملف بثمانية أشهر حبسا، مع تخفيض العقوبة إلى ستة في حق تقنية واحدة، بينما أدين أعوان السلطة بمدد تتراوح بين 6 و8 و10 أشهر وسنة، وغرامة بين 5 آلاف و300 ألف درهم. وتفاجأ الجميع، خلال النطق بالأحكام، بالمتهمة خديجة التهامي، الملقبة ب"الصحراوية" لالتزامها الصمت، بعد سماعها حكم الإدانة ضدها، القاضي بسنة ونصف حبسا وغرامة 300 ألف درهم، بعد إدانتها بجميع التهم المنسوبة إليها، بينما كانت انتفضت خلال الكلمة الأخيرة. يشار إلى أن رجال الشرطة، الساهرين على سير النظام داخل المحكمة، منعوا أفراد العائلات من متابعة جلسة النطق بالحكم، فظلوا أمام باب المحكمة، ينتظرون الدفاع لإخبارهم بالأحكام الصادرة في حق ذويهم. ولم يسمع المتهمون الأحكام جيدا، فظلوا مشدوهين يستفسرون دفاعهم، فمنهم من ظن أنه حصل على البراءة وشرع في عناق زميله، وآخرون بكوا بعد تأكدهم من الإدانة بالحبس النافذ. وسيغادر عدد من المتهمين السجن، بعد استكمالهم مدة العقوبة الحبسية رهن الاعتقال الاحتياطي، إما بالبراءة أو بانتهاء المدة التي أدينوا بها، المتمثلة في ستة أشهر حبسا نافذا. ونزلت الأحكام على عائلات المتهمين، التي اتخذت من أسوار المحكمة مكانا لها، كالصاعقة، ليتعالى صراخ الأبناء والزوجات، مرددين عبارات من قبيل "الظلم هاذا، خرجوا المتهمين وخلاو الأبرياء". ونساء يتمرغن في التراب ويلطمن وجوههن، وأخريات يتبادلن العناق، ويزغردن، فرحا بأحكام البراءة.