توحدت الكلمة الأخيرة للمعتقلين ال74، المتابعين في ملف البناء العشوائي بمنطقتي الهراويين والشلالات، أمام هيئة الحكم بغرفة الجنايات بابتدائية البيضاء، صباح أمس الأربعاء، بترديد عبارة "ما عندي ما نقول"بينما طالب آخرون ببراءتهم، ونفوا جميع التهم المنسوبة إليهم، إلا أن المتهمة، خديجة التهامي، الملقبة ب"الصحراوية" خالفت الجميع، وطالبت هيئة الحكم بتخفيف الحكم عنها، وعن زوجها المتابع في الملف نفسه، مع الأخذ بعين الاعتبار مسألة ترك سبعة أبناء دون والدين عرضة للتشرد، مؤكدة أن متابعتهما في هذا الملف غير مبنية على أساس قانوني. وسمحت هيأة الحكم، خلال الاستماع لكلمة الطاهر نعومي، البالغ من العمر سبعين عاما، لعون المحكمة بإعادة سؤال الهيئة بشأن الكلمة الأخيرة في أذن المتهم المذكور، الذي يعاني الصمم، ليفاجأ الجميع مرددا بصوت عال "ما عندي ما نقول". ومباشرة بعد انتهاء هيئة الحكم من الاستماع إلى كلمة المتهمين، التي لم تتعد مدتها ساعة، رفعت الجلسة للمداولة والنطق بالحكم الابتدائي، الذي من المفترض أن يصدر مساء أمس الأربعاء، لكثرة عدد المتهمين، الذين يصل عددهم إلى 74، 63 منهم في حالة اعتقال، والباقي في حالة سراح مؤقت. يشار إلى أن المحكمة شهدت إنزالا كبيرا لأفراد عائلات المتهمين، الذين جاؤوا من أجل الاستماع إلى الأحكام، والذين رددوا شعارات من قبيل "البراءة للجميع"، و"الله يطلق سراحهم"، في حين، اضطر رجال الأمن، الساهرون على سير الجلسات، إلى إجلاء الحضور خارجا، إلى حين دنو وقت صدور الأحكام. وكان ملف البناء العشوائي بمنطقتي الهراويين والشلالات، تفجر بعد ما كشفت تحقيقات، أشرف عليها رجال الدرك الملكي، وجود مخالفات أدت إلى تفشي البناء العشوائي، وبعد تحقيقات الدرك الملكي، أحيل المتهمون، على دفعات، على الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالبيضاء، الذي قرر إحالتهم على التحقيق. واستمع، خلال التحقيق الإعدادي والتفصيلي، إلى 76 متهما، وتقرر عدم متابعة متهمين اثنين منهم، وأبقي على 74 متهما، أحيلوا على غرفة الجنايات الابتدائية، من أجل تهم "استغلال النفوذ، والارتشاء والإرشاء، والبناء دون رخصة، وإحداث تجزئات عقارية وسكنية غير قانونية، والتستر على مجرم مبحوث عنه، والبناء دون رخصة، واستغلال النفوذ، واختلاس القوة الكهربائية، والضرب والجرح، والنصب، والابتزاز، والعصيان، وإهانة موظفين عموميين أثناء قيامهم بعملهم".