بدت النيابة العامة بغرفة جنايات ابتدائية الدارالبيضاء متعاطفة مع الماثلين أمامها في مجموعة ما أصبح يسمى فضيحة البناء العشوائي بالهراويين، وطالبت بإنزال عقوبات مناسبة للأفعال المقترفة. وعللت النيابة تراجع بعض أقوال الشهود بالضغوطات التي تعرضوا لها من طرف جهات متابعة أمام المحكمة، وطرح المدعي العام حالة الشاهد الرئيس الملقب بالسعيدي الذي أحضرته النيابة محميا من طرف رجال الدرك الملكي بعدما غير سكنه بمنطقة الهراويين إلى جهة مجهولة، مطالبا في نفس الوقت بحمايته وحماية وأسرته. وفي اتصال بالسعيدي أكد للجريدة تعرضه لتهديدات بقلته من طرف جهات لم يستطع تحديدها، مكتفيا بالإشارة إلى أنها لا تخرج عن صف المتورطين في هذه القضية. وأوضح الشاهد أنه يعيش في حالة انتقال دائم لتأمين الحماية لحياته. وكانت النيابة العامة اعتمدت شهادة السعيدي الذي ظل متشبثا بجميع أقواله، مدليا بأسماء رجال الدرك ورجال السلطة الذين كانوا يقتنون منه مواد تدخل في عملية البناء العشوائي دون أن يؤدوا ثمنها، مما حدا بالنيابة العامة إلى اعتبار الأفعال المنسوبة للمتهمين بأنها خلقت أضرارا كبيرة بمدينة الدارالبيضاء، وأنها أفعال إجرامية خطيرة. وعلى مستوى آخر طالب دفاع المتهمين مهلة للإطلاع على بعض الاجتهادات القضائية والتدقيق في الملفات.. وذهبت تدخلات الهيئة مساء أمس إلى الدفع بلا قانونية المتابعة والطلب بإطلاق سراح المعتقلين على هامش هذا الملف. ويذكر أن ملف الهراويين التي أضحت منطقة تابعة لتراب مدينة الدارالبيضاء، وتضم آلاف المباني العشوائية التي لا تتوفر على الحد الأدنى للعيش وكانت تقام مقابل إتاوات وتواطؤ عدد من المسؤولين والمنتخبين.. يقبع منهم 74 شخصا داخل أسوار سجن عكاشة بالبيضاء، ومنهم رئيس قسم الشؤون العامة بمديونة وعدد من القياد والشيوخ والمقدمين ورجال الدرك والقوات المساعدة وكذا عدد من المنتخبين منهم رئيسان سابقان لذات المجلس القروي وموظفين بجماعة الدارالبيضاء كانوا يشتغلون بمقاطعة سيدي عثمان، توبعوا بتهمة المصادقة على وثائق إدارية ممنوعة بمذكرة وزارة الداخلية. ولازال يجهل لحد الآن كيف تم تسجيل أزيد من 10 آلاف ناخب بهذه المنطقة أدلوا بأصواتهم في أربع مقاطعات تابعة لتراب مدينة الدارالبيضاء، وهي سيدي عثمان مولاي رشيد بن امسيك واسباتة في الاستحقاق الجماعي الأخير ، حيث تبقى أسئلة كبيرة بدون جواب، وماذا عن البناء العشوائي بالمناطق المجاورة لهذه الجماعة، والذي يعلن عن نفسه للعيان دونما خوف أو وجل.