تعرف بلادنا، خلال هذا الصيف، دينامية فنية واضحة عبر مختلف المهرجانات ومعارض التشكيل والندوات التي تنظمها وزارة الثقافة أو الهيئات المنتخبة أو مؤسسات المجتمع المدني. وبدون شك، فهذه الدينامية تجعلنا نعتز بهذا الانخراط الجماعي في منح الصيف دلالات الاستمتاع والتثقيف والفرح، وفي توفير نوافذ جديدة لساكنة المدن للتعرف على فنون وثقافات بلادهم والعالم. ومن ثم، فلا معنى للتوتر والتشنج إزاء هذه الدينامية. نعم، إن من حقنا أن ننتقد بعض سوء التدبير في هذه الجهة أو تلك. ومن حقنا أن ننبه إلى ضرورة تنويع فقرات المهرجانات وتوسيع مداها لتشمل كل المدن، ومن حقنا أن يتبوأ المبدعون المغاربة، في هذه المهرجانات، ما يستحقونه من عناية واهتمام. لكن بعض الهفوات لايمكن أن تجعلنا ننظر بالأسود إلى كل شيء، فالمغرب الثري بتنوعه الثقافي، وبطموح أبنائه إلى المستقبل لايزال في حاجة إلى مزيد من العمل الفني والثقافي، بموازاة مع ما يعرفه من أوراش على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي. وفي جميع الحالات، فجمهور المهرجانات هم أبناؤنا وإخواننا وأفراد أسرنا.. ولا أحد بإمكانه، وتحت أي مبرر، أن يمنعهم من أن يسعدوا بوجودهم، وأن يبددوا بعض الكآبة التي تفرضها شروط العيش اليومي الصعب.