كيف يمكن تعريف مرض فقدان المناعة الأولي لدى الأطفال ؟ هذا المرض يولد به الطفل وهو في الغالب من الأمراض الوراثية، ويعتبر في أروبا من الأمراض النادرة، بحيث نجده يصيب طفلا من كل 300 مولود، لكن في المغرب دلت البحوث الأولية عن وجود نسبة أكثر. ويختلف ضعف المناعة الأولي عن ضعف المناعة المكتسب الذي ينتج عن الإصابة بفيروس السيدا. ويشتمل ضعف المناعة الأولي على 300 مرض وينقسم إلى نوعين : النوع الأول : النقص في المضادات، ويظهر هذا النوع خلال السنة الثانية من حياة الطفل بحيث تتعدد الإصابات الجرثومية عنده في الأذن والرئة، ويتعدى معدل الإصابة عادة خمسة مرات في السنة بما يصاحبها من حمى وألم. النوع الثاني : يتمثل في ضعف الكريات البيضاء، ويظهر خلال الأشهر الأولى من الحياة بحيث بالإضافة إلى الإصابات المتعددة بالجراثيم، يكون هناك التهاب الفم وإسهال مستمر مما يؤدي إلى توقف النمو. ما هي على العموم العلامات الأولى التي تدفع إلى الشك في إصابة الرضيع بهذا المرض ؟ هناك عشرة علامات منبهة لاحتمال الإصابة بضعف المناعة الأولي عند الطفل هي : التهاب الأذن أكثر من 8 مرات في السنة التهاب جيب الوجه أكثر من مرتين في السنة استعمال المضادات أكثر من شهرين في السنة الإصابة بتعفن الرئة أكثر من مرة في السنة تأخر النمو إصابات متعددة بحمى مرتفعة إصابات مزمنة بفطريات في الجلد أو الفم الاضطرار لحقن المضادات الحيوية داخل الوريد أكثر من حالتي تعفن في السنة وجود ضعف المناعة داخل الأسرة، هذه إذن هي علامات التنبيه التي قد يوجد بعضها في أمراض عادية تستوجب استشارة طبية. ما هي وسائل العلاج الممكنة ؟ بالنظر إلى أن المرض في الغالب وراثي، يبقى تجنب زواج الأقارب فيما بينهم شكلا من أشكال الوقاية، أما فيما يخص العلاج فبالنسبة للحالة الأولى المتعلقة بالنقص في المضادات فإن العلاج يتطلب حقنا شهريا من مادة «إيمينوغلوبيلين» التي يبلغ ثمنها 1150 درهم، وهي تعطى للمريض حسب وزنه. أما النوع الثاني فإن العلاج فيه يتركز على عملية زرع الدم بالإضافة إلى حقن «إيمينوغلوبيلين» التي تعطى مؤقتا مرة في الأسبوع قبل العملية، هذه الأخيرة ترتكز على أخذ مخ العظم من أحد إخوة أو والدي المريض لزرعه في عظم هذا الأخير، ذلك أن مخ العظم هو الذي ينتج الكريات البيضاء علمنا أن نجاح العملية مضمون بنسب تتراوح ما بين 90 إلى 100% ، لكن مع الأسف، فإن إجراء هذه العملية غير متاح بالمغرب وتكاليف إجرائها بالخارج تقدر بمليون درهم، وتبقى أول عملية ناجحة لزرع النخاع العظمي تلك التي أجريت لأيوب مؤخرا بمستشفى ابن رشد، وتطمح جمعية هاجر إلى إجراء 20 عملية مماثلة سنويا. طبيب أطفال المسؤول عن وحدة المناعة السريرية بمستشفى ابن رشد