تتكتم "جمعية هاجر لمكافحة ضعف المناعة الأولي" عن أول عملية جراحية ناجحة، أجريت لطفل لم يكشف عن اسمه أو سنه، خضع لزرع النخاع العظمي، على يد فريق طبي بالمغرب مائة في المائة، إلى حين الإعلان عنها في ما بعد. وحسب معطيات توصلت بها "المغربية"، فإن هذه العملية تكللت بنجاح كبير، استنادا إلى إفادة للبروفسور عزيز بوصفيحة، رئيس "جمعية هاجر". واعتبرت مصادر طبية أن مثل هذه العملية كانت تجرى بإسبانيا أو تونس، بتكلفة تبلغ 100 مليون درهم. كما أوضحت المعطيات ذاتها أن الطبيبة المغربية، التي أشرفت على هذه العملية، قضت زهاء شهر في السعودية، في إطار تكوين خاص، على يد أكبر أخصائي في هذا النوع من العمليات المعقدة، الذي أكد أن المغرب يتوفر على الإمكانيات اللوجستيكية والموارد البشرية الكافية لإجرائها بكل نجاح. ويعتبر مرض ضعف المناعة الأولي داء يولد به الطفل، ويكون غالبا مرضا وراثيا، وهو من الأمراض النادرة بأوروبا، لكن في المغرب، دلت البحوث الأولية على وجوده بنسبة أكثر، وهو يختلف تماما عن داء فقدان المناعة المكتسبة، الناجم عن الإصابة بفيروس السيدا، إذ يشمل 200 مرض، تنقسم إلى قسمين، الأول يتعلق بضعف المضادات، ويظهر هذا النوع، خلال السنة الثانية من عمر الطفل، أما الثاني، فيرتبط بضعف الكريات البيضاء في الدم، وكلها عوامل تساهم في فشل الجسم في مقاومة الميكروبات. وإذا كان إجمالي الولادات المغرب كل سنة يبلغ 600 ألف ولادة، فإن معدل الإصابة بهذا المرض محدد حاليا في إصابة مولود واحد من بين كل ألفي مولود، ما يعني أن كل سنة تعرف ارتفاع حصيلة المصابين ب 300 طفل مصاب جديد. ويحتمل أن يبلغ عدد المصابين بالمغرب 3 آلاف طفل، خلال العشر سنوات المقبلة، وهو معدل كبير، مقارنة مع الإصابات المسجلة بين سنتي 1997 و2006، الذي بلغ 179 حالة.