أكد أحمد رضى الشامي وزير التجارة والتكنولوجيات الحديثة، على أن المغرب يجب أن لا يبقى مكتوف الأيدي حتى ينتهي من جميع الإصلاحات الهيكلية والاقتصادية على مستوى الأوراش المفتوحة، لتثبيث مناخ عام مناسب للاستثمار والأعمال ببلادنا، بل إن هذه العمليات من المفروض أن تكون بشكل متواز كي لا نفوت الفرص المتاحة في مجال الاستثمارات الخارجية، والتي تتناسب والمعطيات الإستراتيجية ،الاقتصادية والسياسية التي يتميز بها المغرب تجاه هذه الدول المستثمرة. وأوضح أحمد الشامي خلال ندوة صحفية عقدها مساء أمس بالرباط بحضور المدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات فتح الله السجلماسي، من اجل إطلاق أول حملة تواصلية دولية لتشجيع الاستثمارات الخارجية تستهدف بالأساس فرنسا وإسبانيا، أن المغرب مطالب اليوم برفع مجموع من الكليشيات السلبية التي أضحت تلازمه، كوجهة فقط للسياح من أجل قضاء العطل.. ، بل يجب العمل من أجل تثبيت صورة ايجابية جديدة عن بلادنا، صورة على أن المغرب قبل كل شيء أرض لفرص الأعمال، بفضل ديناميته الاقتصادية والصناعية والتكنولوجية، بلد للكفاءات، والصناعات الالكترونية، والسيارات، وترحيل الخدمات والصناعات الخاصة بالطائرات، ولتوضيح على المغرب مستعد أتم الاستعداد وعلى كافة المستويات لاستقبال استثمارات خارجية سواء كانت خاصة أو عامة. وتستهدف هذه الحملة الإعلامية في مرحلة أولية كلا من فرنسا واسبانيا، بواسطة القنوات التلفزية لهذين البلدين ، بالإضافة إلى الصحافة الاقتصادية العامة والصحف اليومية والأسبوعية والمتخصصة، على اعتبار أن هذين البلدين هما شريكان اقتصاديان متميزان للمغرب، وبحكم القرب الجغرافي واللغوي والثقافي، كما أن فرنسا وإسبانيا تعدان كذلك أول شريكين تجاريين للمغرب، وأول مستثمرين أجنبيين بالمغرب، بحوالي 50 في المائة من الاستثمارات الخارجية المباشرة، وأن المغرب يحتضن مجموعات فرنسية وإسبانية كبرى وعددا متزايدا من المقاولات الصغرى والمتوسطة. وتطمح هذه الحملة الترويجية لاستقطاب الاستثمارات الخارجية بكل من فرنسا واسبانيا، والمنظمة تحث شعار «المغرب مستعد لاستقبالكم»، إلى التواصل بشكل أفضل حول الدينامية الحالية للاقتصاد المغربي، عبر إبراز مؤهلاته والمناخ العام الذي يسود المغرب من استقرار سياسي وبنيات تحتية مساعدة، و مؤسسات ومعاهد للتكوين في تخصصات متعددة، وموارد بشرية مؤهلة تظم كفاءات متنوعة، وتشجيعات ضريبية وتبسيط في المساطر الإدارية ومدونة شغل متطورة. كما تهدف الحملة الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المقاولات الصغرى والمتوسطة بهذين البلدين وكذا الفاعلين الاقتصاديين بها، وعلى أن الاستثمار بالمغرب من قبل كل من فرنسا وإسبانيا يدخل في إطار الأعمال التنموية. من جانبه قال فتح الله السجلماسي أن هذه الحملة تروم التموقع كوجهة متميزة وتنافسية للاستثمارات، عبر تكريس صورة جديدة عن المغرب الصناعي والتكنولوجي وترويج صورة المغرب كأرضية إقليمية تنافسية للإنتاج، تتوفر على قاعدة لوجيستية فعالة ويمكنها الولوج إلى سوق بأزيد من مليار مستهلك بفضل اتفاقات التبادل الحر المبرمة مع العديد من البلدان، مذكرا في هذا الصدد بالجهود التي يبذلها المغرب في مجال تحسين مناخ الأعمال وجذب الاستثمارات الخارجية، مشيرا في هذا الباب إلى الاستراتيجيات القطاعية وتعزيز الإطار المؤسساتي والتحفيز على الاستثمار.