نظمت جمعية النهوض بالتراث والبيئة بمدينة فاس - سلسلة وقفات احتجاجية لمؤازرة ساكنة حي النقبي آخرها وقفة الجمعة 4 يونيو أمام مصانع الخزف والدباغة بعين النقبي. يأتي ذلك تضامنا مع سكان المنطقة على خلفية كارثة بيئية جراء الحجم الهائل من الأدخنة المتلاشية في فضاءات الأحياء السكنية وما تسببه من أضرار صحية جسيمة . الخطوة تأتي بعد أن لم تجد نفعا العشرات من الشكايات التي سبق ان تقدمت بها الساكنة في الموضوع الى كل الجهات المعنية ، وحصلت إثرها على وعود لرفع الضرر خاصة عند الزيارة التي قام بها جلالة الملك الى المنطقة الذي حسب مصدرنا أمر بتحويل المشروع الى تراب بن جليق . وحسب مصادر متطابقة فان أموالا طائلة قد تم تبذيرها في علاقة بالمشروع منذ ذلك التاريخ الى اليوم ، لكن رغم كل ذلك ، ظل الوضع كما كان عليه بل ازداد سوء . وخصصت السلطات الإدارية في إطار مشروع مجتمعي يروم تحويل الحي الصناعي 197 قطعة فوق مساحة تقدر ب 125 هكتارا بتكلفة 25 مليون درهم . 9 ملايين درهم تم تحويلها من طرف التعاونية فيما 7بالمائة لم يتموا ما بذمتهم . وتأمل السلطات من الحرفيين الذي سيتم ترحيلهم من عين النقبي الى بن جليق أداء ما بذمتهم حتى تتعبد الطريق أمام إتمام بقية المشروع . وفي حصيلة مؤقتة تم إنجاز حوالي 30 منها فقط مما تم التخطيط له، فيما تم منح الترخيص لفائدة 50 آخرين بينما رفض الباقي أداء المقابل . في موضوع ذي صلة وعلاقة بالتلوث الكبير الذي تشهده المنطقة وتحت ضغط الأدخنة المتصاعدة على مدار الأسبوع وضغط الساكنة والمجتمع المدني خلص المشاركون في اللقاء التواصلي ليوم الجمعة الماضي الى الاتفاق على خطة بمقتضاها سيتم اقتناء أفرنة الغاز بدعم أمريكي سنة 2012 بدل استعمال مواد أخرى قابلة للاشتعال من اجل التقليص من حجم الأدخنة السامة التي تلقي بها معامل الصناعة التقليدية بمنطقة عين النقبي ، ويتضرر منها الآلاف من السكان . في هذا الإطار انعقد لقاء تواصلي مع الفخارة بحضور السيد باشا ورئيس التعاونية للفخارين وممثل الوالي قسم الاقتصاد بالولاية وبعض الحرفيين وممثل عن ساكنة عين النقبي المتضررين إضافة الى فاعلين من المجتمع المدني .وشكل سؤال أسباب عزوف الحرفيين عن البناء وتحويل المساكن محور الاجتماع .اللقاء استعرض ماضي وحاضر الأوضاع في منطقة عين النقبي واستحضر النتائج الكارثية التي يعاني منها السكان . واقترح خطة للإصلاح ترتكز على محورين كما تم تكوين لجان استشارية لمواكبة المشروع . أثناء فتح باب النقاش اخذ الكلمة جواد لكناوي مستشار جماعي وابن الحي أعرب من خلالها عن تفاؤله بالملتقى الجدي الذي التأم فيه خليط متفاعل من المجتمع المدني ، واقترح أن لا تشغل نيران الأفران في وقت واحد ، وكل ورشة تأخذ فترة زمنية محددة حتى لا يغمر فضاء الأحياء السكنية بالدخان كحل مؤقت الى حين ترحيل الورشات. أما محمد العسري فقد تحدث نيابة عن الفئات المتمدرسة بالمنطقة وقال بان فترة الدراسة الصباحية لا يستفيد منها تلاميذ المنطقة بسبب سحابة الدخان الكثيف مشبها الوضع بالكسوف الدائم ،وقدم حصيلة غير رسمية لتلاميذ أصيبوا بأمراض كالربو والسل ومختلف أنواع الحساسية. أما محمد لعيوني فاعل جمعوي فاقترح التعجيل بترحال هذه الورشات والاهتمام بصحة الساكنة مع رد الاعتبار إليها مما عانت طيلة المدة الزمنية .