لم تتوقف أوساط واسعة من ساكنة منطقة كاف النسور، إقليمخنيفرة، عن تداول حكاية «جريمة سيدي اعمرو» الرهيبة، تلك التي تصدَّر بطولتها شخص من اغمارين بآيت بوحدو رفضت إحدى عائلات ستاتي تزويجه ابنتها (سناء) يوم تقدم لطلب يدها، وعللت عائلة الفتاة امتناعها عن تلبية رغبته بالنظر لأخلاقه وسمعته السيئة، حسبما ورد في إحدى الشكايات، ولم يكن متوقعا أن ينبعث في المعني بالأمر ما اعتقد الجميع أنه ولى مع المثل العربي القديم «ومن الحب ما قتل» أو «الحب الأعمى»، حيث هداه تفكيره إلى الدخول مع أسرة الفتاة في مناخ من التشنج العنيف، قبل الارتقاء بتشدده الأعمى إلى تنفيذ عملية اقتحام جنوني لمسكن أسرة فتاته بجماعة سيدي اعمرو، وهو مسلح بقطعة سيف وبندقية محلية الصنع من نوع «الهبارية» المعروفة على صعيد المنطقة. الجريمة، حسب ما حصلت «الاتحاد الاشتراكي» من معلومات، حدثت يوم تسلل الجاني عبر سطح البيت إلى حيث قام بإطلاق النار على شقيق فتاته (محمد استاتي) بطلقة نارية على مستوى البطن سقط الضحية إثرها مضرجا في دمائه، وأمعاؤه بارزة مثل خروف بين مخالب ذئب جائع! ولم يقف الفاعل عند هذا الحد، بل عمد، وببرودة دم، إلى مطاردة والدة ضحيته (إيزة امعمري) وأصابها بسيفه على مستوى الرأس، حيث ألحق بها جروحا خطيرة تمت معالجتها بست غراز، مهددا الجميع بالقتل الجماعي! وقد نقل الجرحى إلى المستشفى الإقليميبخنيفرةالمدينة، حيث تلقوا به الاسعافات الضرورية وحصل الضحية محمد استاتي على شهادة طبية تثبت مدة عجزه في أربعة أشهر قابلة للتمديد، ولم تعرف حالته الصحية الحرجة أي تحسن منذ تاريخ الاعتداء، بينما تسلمت والدته شهادة مدة العجز فيها 21 يوما ولم تصدق يومها أنها نجت بأعجوبة. الجريمة البشعة حملت ساكنة الدوار إلى التجمهر أمام بيت الأسرة الضحية، وحضر وقتها قائد المنطقة بمعية رجال الدرك الذين باشروا تحرياتهم في حيثيات الواقعة، وتم تحرير محضر في شأنها، سجل تحت عدد 1522/ 09، وتمت إحالته على النيابة العامة لدى ابتدائية خنيفرة تحت عدد 6624/ 2، وتمكن الدرك من العثور على أدوات الجريمة ببئر قريب من مسرح الحادث حيث عمد الجاني (غ.م) إلى التخلص منها ليختفي بعد ذلك لفترة ظنت خلالها الأسرة المستهدفة أنها انفكت عن كابوس مخيف، وأن الجاني يكون قد صرف النظر عن فكرة الزواج بالبنت، إلا أن هذا الأخير، حسب الأسرة، عاد فجأة ليضع هذه الأسرة كلها في مواجهة جحيم لا يطاق من التهديد بالموت الجماعي، حسب شكاية في الموضوع تم تقديمها لوكيل الملك لدى ابتدائية خنيفرة، وسجلت تحت عدد 580/ 2009، ولم يفت مصادر من العائلة القول إن الجاني لجأ إلى مهاتفة الأسرة مهددا إياها بالانتقام في أية لحظة، مما أجبر أفرادها على إفراغ البيت والتشتت بين بيوت الأقارب. ومنذ ذلك الحين وأفراد الأسرة المستهدفة يمكثون عند الأقارب خوفا من بطش المشتكى به، بينما تعاني الفتاة (سناء) من أزمة نفسية حادة بعيدا عن بيتها، وتعيش فزعا حقيقيا على مدى الدقائق والساعات خشية ظهور الرجل في طريقها بين الفينة والأخرى، ومن الطبيعي أن يظل الجميع في انتظار البت في الشكايات المقدمة أمام القضاء من أجل محاولة القتل مع استعمال السلاحين الناري والأبيض، ومنها المسجلة تحت عدد 3380 ش 09 و 3381 ش 09، وقد عادت الأسرة الضحية إلى وضع ملتمس أمام الوكيل العام لدى استئنافية مكناس، سجل تحت عدد 733/ 3101/ 09، من أجل التدخل للتعجيل بالنظر في الشكايتين، والإشعار مجددا بحياة الرعب التي تتخبط فيها الأسرة في ظل تهديدات المتهم القاطن بمنطقة اغمارين بآيت بوحدو ضواحي كاف النسور بإقليمخنيفرة. وصلة بالموضوع، أفادت مصادر عائلية ل»الاتحاد الاشتراكي» أن الجاني سبق له أن قام بالهجوم على أفراد أسرة الفتاة، مكتفيا في هذه المرة بقتل بعض الكلاب كتلميح إنذاري، وتم التقدم بشكاية في شأن هذا الفعل إلى قائد المنطقة الذي لم يكلف نفسه وقتها عناء البحث في النازلة، وتعامل مع الموضوع باستخفاف ، حسب العائلة المعنية بالأمر، ليتم تطويق المشكل ببعض التدخلات القبلية التي نجحت في ربط تصالح بين الطرفين المتشاجرين، إلا أن الجاني عاد ليباغت الجميع بهجومه الخطير رغم وجود شكاية ضده لدى وكيل الملك بابتدائية خنيفرة، ولم يجد المتعاطفون مع الأسرة أدنى تفسير لمعنى الإبقاء على الجاني حرا طليقا دونما اتخاذ أي إجراء في حقه مما جعله يركب تحديه لكل الأعراف والقوانين المعمول به.