إلى وقت قريب كان حي سيدي عبد الكريم يشكل نقطة سوداء كبيرة داخل سطات، إذ احتوى على جميع المتناقضات؛ وسيقت به كل أنواع الممنوعات. غير أن تكثيف الحملات التمشيطية لرجال الأمن بجوف هذا الحي قلصت من سواد نقطته وقضت على تجارة ترويج المخدرات والأقراص المهلوسة وبيع الخمور بدون رخصة داخله؛فارتاحت بذلك العباد والبلاد. لكن وبعد شهور قليلة بدأنا نسمع عن انبعاث نقط لبيع هذا النوع من السموم بمناطق خارج المدينة من قبل ممونين من البيضاء يروجون سلعهم بعيدا عن أعين الدرك وبزوايا مختلفة. نجاح هذه العمليات شجع على ولوج المدينة من جديد ؛ لكن من خارج حي سيدي عبد الكريم؛ فابتدأ في الأول جس النبض من فوق ربوة أقيم عليها مجمع عمارات سكنية يسار طريق ابن أحمد سرعان ما اكتشف مروجو الممنوع أن المجمع السكني نفسه أصلح مكان لبيع المحظور لسهولة مراقبة رجال الأمن من أعلى الربوة وبالتالي الهروب والاختفاء داخل منازل المركب السكني الفارغة التي يسهل ولوجها دون حسيب أو رقيب في ظل عدم تشغيل صاحب المشروع لحراس ليليين كافين ولعدم تواجد مداخل رئيسية مضبوطة لولوج المركب السكني أو الخروج منه دون غيرها. فأضحت بذلك الدور الفارغة داخله وما أكثرها ، ملاذا آمنا يتخذه مروجو الممنوع وطالبوا اللذة العابرة وبعض المبحوث عنهم مكانا آمنا لإقامة الليالي الملونة دون أية مراقبة من المسؤولين عن المشروع خصوصا وجل العمارات تحوي منازل غير مسكونة وبالتالي فالسكان المتواجدون لم يشرعوا بعد في تكوين نقابة سكانية تدافع عن مصالحهم ! أكثر من هذا أن هؤلاء السكان أنفسهم لايمكنهم مبارحة دورهم بدءا من بداية الظلام لأن أبواب العمارات تصبح بدورها مرتعا للسكارى يقارعون أمامها كل أنواع الخمور الرديئة وأعينهم من فوق الربوة على سيارات الشرطة التي تجبرهم على استراحة قصيرة يسترجعون معها كؤوسهم وكأنهم في جنان فاس كلما مرت الدورية بسلام. آخر فتوحات (فتوات) هذا المجمع السكني والذي عاثت في المدينة فسادا عصابة الأربعة التي وضعت حدا لها شهر أبريل الماضي الفرقة الجنائية التابعة للمصلحة الولائية للضابطة القضائية بسطات والمختصة في اعتراض سبيل المارة وتجريد سائقي سيارات الأجرة الصغيرة من مدخولهم اليومي مع احتجاز فتاة داخل المنزل الذي كانوا يتخذونه مخبأ لهم ولمسروقهم داخل المجمع السكني المذكور والذي حجزت به الفرقة الجنائية المسروق وخلصت الفتاة المحتجزة. هذا الوضع الخارج عن المألوف والقانون والأعراف أضحى يشكل هاجسا بالنسبة لمن اقتنوا دورهم هناك خوفا عن عائلاتهم ومتاعهم بعدما استثمروا فيه كل مالهم ومدخراتهم إضافة لما اقترضوه لامتلاك قبر حياة تحول إلى كابوس داخل هذا المجمع السكني!