شارع غائم أمام العمارة الحمراء التي نبتت في مستنقع مهرب ثمة حارس يروض الفراغ، وكلبة بيضاء تفرك فروها القديم وتنبح بأدب تتمنع من ميرو (ليس الرسام الإسباني طبعا) كلب أسود خشن ذو شارب طويل.. وفي السيارة الزرقاء التي توقفت فجأة شارع غائم يرمي قصبته وينتظر العمارة ذاتها سماء بادخة بوجه فاتن وروح شاسعة تكره الحب وتصطاد الغيم في قاعة الأساتذة بينما السمكة التي راهن علها الشارع الغائم انسلت من خليج غامض بعينين مفتوحتين. لقاء فاسد بعد قليل ستأخذ جرعتك من الدواء ستغير كثيرا من الأعشاب ستضمد ما تبقى من كدمات لكنك ستفكر غالبا في الحطاب الذي أصابته الحمى في لقاء فاسد. خبر أزرق القلب الذي ضيعته ذات خريف غير المكان وتبع بصمات نبضه خوفا من صائدي الظلمات.. الحلم الذي يتربص كطيف جريح غرق في أنفاس الصباح خبرا أزرق في موجة في خليج ساخن لم أعد أترقبه. وجهك أعلى وجهك أعلى من الغيوم في سماء الوحدة أعلى من ريش عصفور فوق إطار نافذة أعلى من رفة قلب تحركها ريح من ذهب أعلى، أعلى وجه أكاد أسقط، سقطت في قصتك الخالدة وجهك أعلى، أخاف علي مني أنت الذاكرة والهوية والفرح الفاني وجهك أعلى سيبقى عاليا يتعرش في، رغما عني. أسمع الحمام الطاولات ترجف تحت اهتزاز أجساد نحيلة، كأن الريح خيالات ترحل بها، رغما عنها. الكلام فقد في فمنا طعمه، وقد جفت ينابيعه من قفر سراب غابت عنه حوافر نوق لم تزره السيول. لهم ما شاؤوا من رذاذ الرمل تحرقه أصابع زمن ولى، يطعم الميت من الحي من نبق أوراقه تتدلى بلا زمن أو سقي الرعاة. بعيدا عن وليمة الفلوات حطب الغمام يضيء جسدين تخلى عنهما ظل الكلام أما أنا فقد ألفت سكاكين الدهر لا أعرف للحياة منزلا ولا أبالي بتكاليف السأم أدع الطاولات ترجف في غيها وأسمع هديل الحمام.