قررت لجنة «توم لانتوس» لحقوق الإنسان بالكونغرس الأمريكي، عقد جلسة خاصة بحقوق الإنسان والحرية الدينية في المغرب، وذلك على خلفية طرد الرباط لمجموعة من الأشخاص المتهمين بالتورط في أنشطة تبشيرية. وأوضحت اللجنة، التي ستعقد جلستها يوم الخميس المقبل، أنها قلقة من وضعية الحرية الدينية بالمغرب إثر طرد حوالي أربعين أمريكيا والعشرات من الأجانب الآخرين من المغرب بسبب أنشطة تعتبرها الرباط «تبشيرية». وكان عضو الكونغرس الأمريكي، فرانك وولف، الذي يترأس هذه اللجنة، قد طالب بعقد هذه الجلسة، وقال في بيان أصدره إثر زيارته للمغرب إنه انخرط منذ شهرين في محادثات مع مسؤولين مغاربة وأمريكيين من أجل التوصل إلى حل مرضي للطرفين، غير أن «الحكومة المغربية تبدو غير راغبة في التوصل إلى حل وسط». كما طالب وولف الحكومة الأمريكية بتعليق المساعدات الاقتصادية المرصودة للمغرب في إطار صندوق تحدي الألفية، والتي يبلغ مجموعها حوالي 697 مليون دولار. وادعى وولف، في الرسالة التي وجهها إلى كاتبة الدولة في الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، أن المغرب لا يستحق تلك المساعدة الكبيرة، حيث قال: «في الوقت الذي تتحمل فيه الولاياتالمتحدة ديونا والتزامات تتجاوز مجموع ما يتوفر عليه الأمريكيون، فإنه من غير المقبول أن يتم منح 697.5 مليون دولار من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين لبلد ينتهك علانية حقوق مواطنين أمريكيين مقيمين في المغرب، ويطرد بالقوة مواطنين أمريكيين دون اتباع مسطرة القانون». مضيفا: «لماذا نكافئه على ذلك؟» ومن جهتها، كانت بعثة من قادة الكنيسة الإنجيلية بأمريكا، والتي زارت المغرب الشهر الماضي، قد طلبت من النائب الأمريكي تأجيل عقد جلسة استماع برلمانية المقررة، حيث اعتبر القس ديفيد أندرسون، المتحدث باسم البعثة: «إننا نعتقد أن الوقت مبكر على عقد جلسة استماع، لأن ثمة حاجة إلى المزيد من الوقت للنظر في الوقائع ومنح المسألة الاهتمام الذي تستحقه». وأضاف بالقول: «ليس من مصلحة أي أحد تناول تفاصيل تلك الإدعاءات بشكل علني. ومن الأفضل معالجة ذلك بكل هدوء وحساسية، سيما مع وجود عدد كبير من المسيحيين بالمغرب». وذكرت البعثة أن الحكومة المغربية وجهت دعوة إلى أعضاء من الكونغرس ومن القادة المسيحيين بالولاياتالمتحدة لزيارة المغرب ومناقشة الأوضاع.