انطلقت بالرباط، فقرات مهرجان «الجاز في شالة» ، في دورته الخامسة عشرة التي ستتميز، وإلى غاية 14 يونيو 2010، بإقامة 10 حفلات بمشاركة 37 فنانا من 13 بلدا، و 10 مجموعات مختارة من حيث جودة موسيقاها، وجماليتها، وآلاتها الموسيقية المتباينة وحمولتها الوجدانية المتنوعة. ويعد هذا العرس الفني في دورته الخامسة عشرة، من أبرز التظاهرات الفنية، التي تجسد روابط الوحدة بين المغرب وأوروبا، كما يشكل المهرجان حدثا فنيا متميزا وموعدا سنويا يهدف إلى خلق التواصل بين الثقافات، كما يعتبر شاهدا على التعاون الثقافي بين المغرب وأوروبا. هذه التظاهرة الفنية، التي تعد جسرا للتواصل بين الضفتين، ستسجل حضور خمس مجموعات بعضها ستقدم عروضا مشتركة مع فنانين مغاربة، على شكل إقامات موسيقية التي تعد من الخاصيات الحقيقية التي يتميز بها «الجاز في شالة» . وتعتمد هذه الورشات الإبداعية بين المغاربة والأوروبيين، على تجنب الوقوع في فخ تقديم عروض فولكلورية مجردة، ولكن بالاعتماد، على الخصوص، على حرية الجاز، في تأليف كتابة موسيقية جادة تجسد معنى للتواصل مابين الضفتين. هكذا ، سيقدم مهرجان «الجاز في شالة» بعض إيقاعات الجاز الأوروبي الحديثة مع مزيج من الايقاعات الموسقية المحلية، منها عروض: لوكا أكينو، واحد من بين الفنانين الإيطاليين الواعدين، ونيكوس أنادوليس، عازف متميز على البيانو، وباولا أوليفيرا، صوت جاز أصيل يحمل كل الذاكرة الموسيقية البرتغالية. ثم هناك مجموعة إلميليكي الذين قدموا من فنلندا بدندنات بجورك، توم وايتس وراديوهيد، وكذلك أكوستيك ليديلاند الذين سيقترحون الجاز على الطريقة البريطانية التي تمزج ما بين البانك والفانك. فالثنائي البلجيكي السويدي ماتيلد رونو وجوناس كنوتسن. كما ستعرف الحفلات التي سيقدمها المهرجان، موسيقى جاز الأوروبية بكل عنفوانها المعاصر، بعزف كل من : توم جونسون وخماسيه شارك، وهو من أشهر وجوه الموسيقى الروحانية ببرشلونة . ثم هناك الثلاثي الدنماركي إبراهيم إليكتريك بموسيقاه التي تمزج بين مؤثرات البلوز أو الأفريقية الكوبية . فماتياس شريفل ، وهو نجم صاعد في سماء الجاز الألماني، احتفالي في موسيقاه و يحب المرح ومعه ضيف الشرف العازف البولوني بوديك جانك. ومن جهة أخرى ، وبعد أن ساهم المهرجان في التعريف بعدة فنانين مغاربة بفضل «لقاءات أوروبا المغرب الكبير»، ها هو يقترح في دورته لهذه السنة، اختيار مغاربة تألق مسارهم المهني بالخارج، ولا يعرفهم الجمهور المغربي جيدا رغم مسارهم الفني الحافل ، نذكر منهم : توم جونسونس شارك وعلي علوي ، الثنائي رونو كنوتسون مع الإيقاعات الهندية من عزف خالد كوهن، إبراهيم إليكتريك مع ساكسفون كامل حشاد وإيقاعات عبد الفتاح حسيني، ونغمات كمان محمد الزفتاري على إيقاعات مزمار شريفل، إضافة إلى العمل الموسيقي الذي سيقدمه الثلاثي الفرنسي بقيادة لويس سكلافيس مع مجيد بقاس الذي سيترك دور مهام المدير الفني جانبا لكي يستعيد دور الفنان. وأكد عادل سعداوي، المنسق التقني العام للمهرجان والمدير التقني لجمعية «الدارالبيضاء الذاكرة»، أن حفلات الدورة الخامسة عشرة «ستكون في مستوى تطلعات وانتظارات الجمهور العاشق لموسيقى الجاز، وذلك من خلال الاقامات الموسيقية التي ستجمع مابين فنانين من أوروبا والمغرب ، حيث ستجسد بالفعل ذلك الالتقاء الفني من خلال الموسيقى . وإذ تفتح لنا شالة أبوابها، مع مهرجان «الجاز في شالة» ، فهي تفتح لنا معها آفاقا جديدة، رمزية وتراثية ثقافية وترسخ لاستمرارية هذا الحدث الذي يجسد لتلك الشراكة الأورومتوسطية من خلال مجموعات أوروبية ومغربية تلتقي على المنصة لكي تمتعنا وتشركنا في حوار موسيقي حقيقي يتعالى على جميع الحدود والاختلافات». للإشارة، تأسس مهرجان «الجار في شالة» على قواعد تدعم الحوار بين الثقافات الأوروبية المغربية. وما أصبح يؤكد، منذ سنوات، نهجه الثقافي والفني المعتمد على تعاون سليم بين الفنانين. وقد اجتهدت هذه اللقاءات، التي حرصت دائما على تجنب إضفاء الطابع الفولكلوري السطحي، في جذب فنانين قادرين على الإصغاء والاستماع لبعضهم، فاتحةً أمامهم المجال لإبداع جديد خلاق ينطلق من حرية الجاز لكتابة أدب حوار.