فرضت الوجوه الجديدة في تشكيلة المنتخب الجزائري نفسها في المباريات الإعدادية لنهائيات كأس العالم لكرة القدم المقررة في جنوب أفريقيا من 11 يونيو الحالي إلى 11 يوليوز المقبل، مؤكدة أحقيتها بمركز أساسي في العرس العالمي. ورغم القلق والحيرة اللذين يسيطران على الجماهير الجزائرية عقب الخسارتين القاسيتين أمام صربيا وايرلندا بنتيجة واحدة 3 صفر، فإن المباراة أمام الايرلنديين كانت في حد ذاتها فرصة لاكتشاف الجمهور الجزائري للاعبين الجدد الذين دعموا التشكيلة الوطنية، ويأتي في مقدمة هؤلاء لاعب وسط سوشو الفرنسي رياض بودبوز، أصغر لاعب في المنتخب، والذي ظهر بوجه طيب ولعب دون عقدة نقص وأظهر فنيات رائعة ترشحه لضمان مكان أساسي، حيث أقلق كثيرا دفاع أيرلندا بفضل سرعته ومهاراته واندفاعه ورؤيته الصحيحة وتمريراته الدقيقة أيضا. كما أن لاعب وسط فالنسيان الفرنسي فؤاد قادير أدى مباراة جيدة وأقنع بأدائه الجميل ما يؤكد بأنه يمكنه تقديم إضافة للتشكيلة، على غرار مدافع ليتشي الإيطالي جمال مصباح الذي أشركه المدرب رابح سعدان ظهيرا أيسر وكان سريعا وقويا ومتحكما في الكرة بدليل أنه كان وراء استفادة «الخضر» من كرات ثابتة عدة حين أجبر المدافعين الأيرلنديين على ارتكاب أخطاء بحقه لإيقافه. ويمكن القول أيضا بأن المنتخب الجزائري كسب لاعبا كبيرا وهو لاعب وسط ولفرهامبتون الإنكليزي عدلان قديورة نجل اللاعب السابق ناصر قديورة، حيث لفت الانتباه بقوته البدنية وتدخلاته القوية، رغم أن سعدان أشركه ظهيرا أيمن وهو غير معتاد على ذلك على اعتبار أنه لاعب وسط ميدان ارتكازي. في المقابل، لم يقدم مدافع بولوني الفرنسي حبيب بلعيد مستوى مقنعا حين عوض قلب الدفاع مجيد بوقرة حيث وجد صعوبات كبيرة وكان مترددا في بعض الكرات، ما يعني بأن إمكانية الاعتماد عليه كأساسي في المونديال وفي مركز قلب الدفاع بجانب رفيق حليش يبدو أمرا مستبعدا للغاية خاصة وأن الجميع في انتظار عودة بوقرة إلى موقعه الطبيعي في خط وسط الدفاع بعد تعافيه من الإصابة التي كان يعاني منها. وفي السياق ذاته، فإن الحارس فوزي شاوشي الذي اختاره المدرب ليكون أساسيا خلال مباريات المونديال قد يخسر هذا الامتياز قياسا بالخطأ الفادح الذي ارتكبه وتسبب بالهدف الثاني لمنتخب أيرلندا، حيث أن ذلك قد يفتح المجال لإعادة النظر في هوية الحارس الأساسي للخضر خلال النهائيات، كون حارس سلافيا صوفيا البلغاري وهاب رايس مبولحي بدا أكثر ثقة بالنفس حين أشركه سعدان في الشوط الثاني رغم أنه لم يتلق كرات كثيرة. بشأن العناصر الأخرى، فإن النقطة السوداء في التشكيلة تبقى المهاجم عبد القادر غزال الذي لم يسجل مرة أخرى رغم مشاركته أساسيا ولعبه لأكثر من ساعة قبل أن يخرج ويترك مكانه لزميله مهاجم نانت الفرنسي جمال عبدون. أما نقطة الاستفهام، فتتمثل في إصرار سعدان على تهميش عبدون، حيث أشركه في أقل من ربع ساعة فقط في مباراة أيرلندا، مما جعل اللاعب يبدو متأثرا جدا، خاصة وأنه لم يأخذ فرصته كاملة في كأس أمم أفريقيا الأخيرة في أنغولا. وتجدر الإشارة أيضا إلى أن كلا من رفيق صايفي ويزيد منصوري قائدي المنتخب على التوالي، لم يظهرا الكثير في المباراة، بينما يمكن للمهاجم رفيق جبور أن يكون أكثر فعالية وسيكون إحدى الأوراق الرابحة على غرار نذير بلحاج الذي لعب لأول مرة في وسط الميدان حيث اختار سعدان أن يعفيه من الدور الدفاعي ويجعله قريبا من المهاجمين لاستغلال سرعته وتمريراته، في الوقت الذي لم يشترك فيه الحارس الوناس قاواوي والمدافع عبد القادر العيفاوي في المباراة. يذكر أن الجزائر أنهت استعداداتها للمونديال بفوز صعب على الإمارات بهدف من ركلة جزاء سجله كريم زياني في الدقيقة 51 .