يعتبر أوشرح حنصالة موقعا جبليا سياحيا بامتياز، على بعد حوالي 30 كلم من مدينة بني ملال على طول دير الأطلس المتوسط الممتد من قرية ادوز وفم العنصر وتاكزيرت وفم الزاوية في اتجاه قمم الأطلس وتخوم الجبال حيث منابع العيون ومجاري الشعاب والأودية ، وكلما تغلغلت إلا وأحسست باحتضان المجال لك وعشق الارتباط به يصبح وطيدا . موقع أوشرح حنصالة فضاءات جبلية مترفة بالخضرة وبعذرية الطبيعة الجذابة تمنح الزائر جمالية في الرؤية، وتنجذب إليه العيون بشاعرية حيث يفرض عليك هذا الموقع بحسن ناظره التعايش الهلامي مع مناظره المتناسقة : مياه متدفقة ، أشجار متنوعة ، دور مندمجة مع هذا الوعاء الطبيعي ، والذي بالحس الرهيف يلقي بمكنوناته مع انسياب مياه الوادي المتناغمة في نعومتها مع بياض صخوره اللامعة لتشكل بذلك أرخبيلات وشلالات متواترة تحكي بواسطة خرير المياه معاني رائعة يتردد صدى سمفونياتها مع الانكسارات الجبلية المحيطة والتي تجسد تماسك هذه اللوحة الطبيعية وترصعها برمزية ساحرة مفعمة بالعمق الوجداني حتى يتحقق الانصهار البديع في ملمس المخيال ، إن أهم ما يمكن أن يدركه الحس الذهني لزائر هذا المكان هو طهرانية الهوية الطبيعية للموقع ، وجماليته الآخادة . وسط كم هائل من الإكراهات والصعوبات يظل موقع اوشرح حنصالة على غرار مناطق أخرى لم تشملها الخريطة السياحية التي صرف على انجازها أموال عامة ولم تشملها كذلك برامج المجلس الجهوي للسياحة، ولا الصور الفلكلورية لمندوبية السياحة، ينتظر التأهيل والإهتمام خاصة وأن الموقع يوفر كل المقومات والمؤهلات التي تجعل منه محطة سياحية ، شريطة توفر سبل ذلك : - تهيئة المجال وهيكلته - إحداث بنية سياحية ( مأوى مرحلية مصنفة) - تشجيع السياحة الجبلية والرياضات المرتبطة بذلك - العمل على التعريف بالموقع - إحداث تعاونيات تعنى بالمنتوج التقليدي للمنطقة - تشجيع نمط معماري متميز يراعي الخصوصيات الجبلية للمنطقة مع استخدام مواد البناء المحلية - التفكير في انجاز مشاريع سياحية تلائم طبيعة الموقع ومتطلبات الإستمتاع به وبكافة مجاله وأطرافه الممتدة بين القمم : « كمشروع تيليفيرك Teléphirique » للتنقل في أجواء هذا الفضاء بين عالياته المترامية ، والتنزه أكثر في أرجائه المتاخمة للثروات الغابوية وسط أشجار الخروب ، البلوط ، اللوز والعرعار والزعتر الفياح والزقوم مصدر العسل الحر ... ولعل إدخال هذا المشروع ضمن دائرة الاهتمام يتطلب فقط من الجهات المسؤولة الإرادة لدى المعنيين بإنعاش السياحة الجبلية إضافة إلى إنجاز دراسات حقيقية وإدماج هذه المواقع المنسية ضمن المخططات التنموية للسياحة والإستراتجيات الوطنية للنهوض بالقطاع السياحي .