كشف أعضاء من مجلس المدينة، نقلا عن مصادر مسؤولة بشركة نقل المدينة، أن «فشل السلطات العمومية ورئيس مجلس المدينة وإدارة الشركة، والكتاب العامين للنقابات في تعليق الاٍضراب الاٍنذاري الذي نفذه بنجاح يوم 19 من هذا الشهر حوالي 4 آلاف عامل، وأدى الى شل وحدات الأسطول بالمراكز الأربعة المقدر عددها، وفق ذات المصادر، بحوالي 450 حافلة، وكذا المصالح الإدارية والتقنية، وضعها أمام معطى آخر جديد لم يكن واردا في دائرة الحوار الاجتماعي القطاعي، سواء في ما يخص راهن القضايا العالقة، أو القادم منها». وأوضحت المصادرفي سياق تحليلها وقراءتها للوضع بكافة مستجداته، أنه بات مفروضا على سلطة الوصاية أن تأخذ بالاعتبار هذا المعطى الجديد في معادلة النزاع و التوتر والاحتقان الاجتماعي السائد والمتمثل فيما يصطلح عليه ب «الموقف العمالي» الموحد والمناهض لأي قرار توافقي مع مسؤولي القطاع لايحظى بالموافقة المبدئية لعموم المأجورين يستهدف حقوقهم و مكتسباتهم و مطالبهم الأساسية. وصرحت مصادر عليمة ل «الاتحاد الاشتراكي» أن «رفض العمال البلاغ المشترك الصادر في وقت متأخر من ليلة الثلاثاء 18ماي الجاري، وكذا المذكرتين الصادرتين في أجواء مشحونة يوم الاضراب الانذاري، فرض على المساهمين والسلطات العمومية والسلطة المفوضة وكتاب النقابات إعادة ترتيب أوراق الحوار الاجتماعي القطاعي الذي ظلت أطرافه الأساسية تراهن على سياسة الهروب الى الأمام من خلال اعتماد مبدأ تسويق وهم التسوية عبر مذكرات إدارية «فارغة» باتفاق مع كتاب النقابات أولا، واستثمار عامل الزمن ثانيا، كعنصر استراتيجي في بلورة اتفاق النقل الحضري ومخططه الاجتماعي الذي يروم تسريح عمال الوكالة سابقا الملحقين بالشركة وفق شروط مذلة وبعيدة عن القوانين والأعراف والقيم المهنية والأخلاقية». هذا، وشكل في نظر أوساط متتبعة ، الخطاب النقدي العمالي لمسؤولي الشركة المركزيين يوم التوقف عن العمل و الليلة السابقة عنه الذي كانت ساحة المقر الاجتماعي للشركة مسرحا له، «درسا جديدا في مستوى الوعي العمالي» حيث فندت تدخلات عدد منهم أطروحات الادارة بشأن مظاهر الخلل والاختلال القائمة بالمؤسسة، معتبرة إياها «مجرد خطاب جاهز وفاعل في الازمة أكثرمنه أداة لخلخلة بنيته المستدامة سواء في جانبها الوظيفي أو الاجتماعي». وقالت المصادر ذاتها إن قوة الخطاب العمالي وشفافيته جعلت مسؤولي الشركة في «حيص بيص» من أمرهم، ما اضطرهم تحت قوة شعارات «الاستنكار والتنديد للمضربين، الى مغادرة ساحة التجمع العمالي دون كبير انتظار في استمالة المحتجين، وفي داخلهم قناعة مفادها أن مؤشرات الوضع تنذر بصيف ساخن بامتياز»، وترى في هذا السياق، أن «نهاية الاسبوع المقبل ستشكل لا محالة امتحانا حقيقيا، إن لم تكن محطة فاصلة في الحراك الاجتماعي بالقطاع، وذلك بتفعيل التزامات السلطات العمومية ومساهمي نقل المدينة كما تضمنتها بلاغاتهم الصادرة يومي 18 و19 من هذا الشهر، وترجمتها الى أرض الواقع ومعها التأسيس لمقاولة مواطنة و إنهاء فصل أول من سوء تدبيرالملف الاجتماعي الذي عمر لأزيد من خمس سنوات».