احتضنت خنيفرة ، بمقر عمالتها، أشغال لقاء تواصلي حول المخطط الجهوي لتنمية الصناعة التقليدية، حضره إلى جانب عامل الإقليم ، عدد من المسؤولين والمنتخبين وممثلي الجمعيات والتعاونيات والمتدخلين في الصناعة التقليدية، وقد خصص لمناقشة ودراسة الطموحات والإكراهات بهدف الخروج بمقترحات ومبادرات ترمي بالأساس إلى النهوض بالصناعة التقليدية ودعم مسلسل الإنتاج والتسويق وتحسين أوضاع الحرفيين التقليديين والرفع من مؤهلاتهم ضمن رؤية 2015 التي تراهن عليها الدولة من باب مواجهة مختلف التحديات التي تنافس القطاع الذي لايزال ركيزة أساسية ضمن الحياة المغربية، باعتباره الموروث الثقافي والإبداع الفني الذي يجمع بين تجسيد الهوية الوطنية والتنشيط الاقتصادي والاجتماعي والسياحي المحلي، فضلا عن كونه أكبر مشغل لليد العاملة بعد الفلاحة، وقد استمع الحاضرون في اللقاء إلى مرامي المخطط الجهوي الذي أعده أحد مكاتب الدراسات بالعاصمة الاقتصادية، وفي هذا الصدد أعرب عامل الإقليم عن غضبه تجاه ممثلي هذا المكتب لعدم احترامهم موعد انطلاق اللقاء التواصلي! اللقاء جاء بمثابة أرضية لتشخيص مختلف الجوانب الممكنة لتعبئة كل الجهود من أجل انخراط الفاعلين في تفعيل المخطط الجهوي لتنمية الصناعة التقليدية، والرفع من مستواها، وسبل ضمان استمراريتها، على ضوء الخطاب الملكي لثالث يناير المنصرم حول الجهوية التي من خلالها ينتظر الجميع أن تتحقق رهانات بلادنا على التنمية الشاملة المتضامنة، وفات أن صرح الوزير الأول خلال ترؤسه، في فبراير الماضي بالرباط، اجتماع لجنة قيادة رؤية 2015 لتنمية الصناعة التقليدية «أنه تم الحرص على حضور القطاع في إستراتيجية تنمية المناطق الجبلية»، علما بأن إقليمخنيفرة يمتاز بصناعته التقليدية المتمثلة في الفخار والجلد والخزف والخيام والسروج والنسيج والطرز والخياطة والنقش على الخشب والأحجار، إضافة إلى القفطان والشربيل والحنبل وأبوقس وتاميزارت والقطيفة والحصير المصنوع من الدوم، ثم الزربية، الزيانية منها والمرابطية، التي تبقى الرمز الخالد للإقليم، ويُعرَف الصانع المغربي عربيا وعالميا بلمساته الفنية القادرة على تحصين مخزونه الحضاري واستقطاب السائح الأجنبي. عامل الإقليم افتتح اللقاء بالتطرق للصعوبات والعراقيل التي تعترض تطور القطاع، قبل تركيزه على الخطوات التي ينبغي سلكها في سبيل جعل هذا القطاع يتبوأ المكانة التي يستحقها، مقترحا مجموعة من النقاط التي اعتبرها ركيزة أساسية للرقي بالقطاع، وبعد مداخلة للمندوب الجهوي للصناعة التقليدية التي ركز من خلالها على أهمية اللقاء، استعرض ممثل مكتب الدراسات صورة عامة بصدد الإستراتيجية التي تم إعدادها لأجل النهوض بالصناعة التقليدية، والرفع من مستوى مؤهلات الصانع التقليدي ومهاراته، حتى يمكن مسايرة مجهودات التنمية التي تعرفها جهة مكناس تافيلالت، خصوصا ما يهم جانب الإنتاج والتسويق وإعادة الهيكلة وتأهيل المقاولة الصغرى والمتوسطة، ولم يفت ممثل الدراسات الإعلان عن بضعة مشاريع لفائدة إقليميخنيفرة وميدلت، ومنها إحداث وحدة للغزل ودار المْعَلْمَة بأجلموس، وإعادة هيكلة مجمع الصناعة التقليدية بخنيفرة، وقرية للصناع التقليديين بمريرت، وبخصوص الوحدة الصناعية لغزل الصوف أثار منتخب من أجلموس بعض الإكراهات التي قال بأنها تحول دون تسويق المنتوج، الأمر الذي حمل عامل الإقليم إلى مطالبة رئيس قسم الاقتصاد بمراسلة الغرفة الفلاحية من أجل القيام بما يلزم من التدابير لعلاج المشكل. وبينما أعلن رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بخنيفرة عن قرار الترتيب لعقد اتفاقية شراكة بين غرفته وغرفة الصناعة التقليدية، طلب منتخب من جماعة القباب من الحاضرين التدخل لإيقاف ظاهرة استعمال العجلات المطاطية في أفران لصناعة الفخار بالقباب، نظرا لما لذلك من تأثيرات سلبية على البيئة، وبمجرد تدخل المنتخب أعطى عامل الإقليم تعليماته للسلطات المعنية قصد أخذ هذا المطلب بعين الاعتبار وتفعيل احتوائه، إلا أن «نقطة نظام» لرئيسة الصناعة التقليدية قلبت الموازين في أن تقدمت بملتمس من أجل ثني عامل الإقليم عن قراره في استعراضها الظروف الصعبة للمعنيين بصناعة الأدوات الفخارية، وكيف أنهم لا يحصلون على لقمة عيشهم، بين لهيب النار وحرارة الشمس، إلا من صناعتهم المتوارثة عبر القرون، ولم يفت رئيسة غرفة الصناعة التقليدية المطالبة بإحداث «دار المْعَلْمَة» بمريرت، مؤكدة قيام المجلس البلدي لهذه البلدة بتخصيص قطعة أرضية مساحتها 100 متر مربع مساهمة منه لإخراج هذا المشروع إلى النور. وفي ذات السياق تدخل عدد من الحاضرين، من ممثلي الجماعات المحلية ورؤساء التعاونيات والجمعيات والغرف المهنية، حيث نوه جميعهم باللقاء التواصلي واستعرضوا ما يعترض واقع القطاع من إكراهات، وعندما تدخل رئيس نادي الصناع التقليديين وأعرب عن قلقه إزاء ما وصفه ب»التهميش والفقر والإقصاء» ثارث حفيظة عامل الإقليم ووجه كلامه لهذا الأخير ب»أن أسباب الوضع يعود بالأساس إليكم أنتم»، وذلك، يضيف العامل، لعدم اهتمام أهل القطاع بما تقدمه الدولة من دعم لأجل إحداث نسيج جمعوي مؤهل يعمل على تأطير وتكوين الصناع، مع الدعوة « إلى تقوية النسيج الجمعوي عبر تأسيس فيدراليات بهدف إيجاد مُخاطَب قوي يمكّن من تقوية قطاع الصناعة التقليدية واستمرار حفاظها على التقاليد والحضارة المغربية الأصيلة».