ماذا لو هدَدتُ الوطنَ كان ريشتر سينصب سلَّمه فتسقط أوراق كثيرة عن شجرة الصالح العام هناك، حيث يتخفى الكثيرون بورجوازيون ومعدمون جنرالات حرب وجنود الصفوف الأولى زعماء ومناضلون ماذا لو هددتُ الجبالَ كان سيطل من أعاليها ثوارٌ أضاعوا الطريق إلى الجبهة ماذا لو هددتُ الموتَ كان أصدقائي الذين ودعتهم سيعودون تباعا كي نسهر طويلا حول مائدة الحياة ماذا لو هددتُ الحقيقةَ كانت ستسقط من ثناياها أكاذيب كثيرة ماذا لو هددتُ الصمتَ كان سينط من أحشائه صخب كثيرٌ ماذا لو هددتُ اليسارَ كان سيطل من جنباته مناضلون يحلمون بأقصى اليمين ماذا لو هددتُ الحروب كان سيسقط من جبهاتها مقاتلون يذهبون إلى الموت من أجل قضية قد لا تعني غير جنرالاتهم ماذا لو هددتُ البطولةَ كان سيطل من تخومها جبنٌ شديد ماذا لو هددتُ الجريمة كانت ستنتهي بالإقرار بمقترفها ماذا لو هددتُ الصفحة كان سينط من ثناياها مجرمو حرب منشغلون بوضع قبل على رؤوس الضحايا كي يفتحوا صفحات أخرى أكثر حلكة ماذا لو هددتُ التاريخَ كان سيطل من أعاليه مؤرخون منشغلون بضبط قامته على مقاس الدولة ماذا لو هددتُ الحبَّ كان سينط من حكاياته عشاق كثيرون يفتعلون مزيدا من الخسارات كي ينتبهوا للوعة الحب ماذا لو هددتُ السياسةَ كان سينط من دفاترها رجال يراكمون خسارات بلدانهم كي يدخلوا كتاب غينس من بابه الواسع ماذا لو هددتُ الجبهةَ كان سيخرج من جنباتها جنرالات يفتعلون حروبا أخرى كي ينتهوا إلى هدنة تليق بآلاف الشهداء ماذا لو هددتُ الجحيم كان ستطل من دهاليزه ملائكة أضاعوا الطريق إلى الجنة ماذا لو هددتُ اليقينَ كانت ابتسامة عريضة ستطل من شفتي العم ديكارت ماذا لو هددتُ الموجة كانت ستنط من حيرتها حكايات بحارين أضاعوا الطريق إلى كنوز لم تكن إلا في رؤوس قادتهم ماذا لو هددتُ الصداقةَ كانت ستسقط من ضفافها عداواتٌ كثيرة ماذا لو هددتُ الشيخوخةََ كان سيطل من بين تجاعيدها أطفال يلهون بالنجوم ماذا لو هددتُ السفينةَ كان سينط من سطحها انتهازيون عديدون يبحثون عن أرض النجاة تاركين وراءهم الطوفان وحيدا ماذا لو هددتُ الأربعينيات كانت ستطل من مشارفها صغيرتي ريم وهي تكبر كي تعلو سماوات لم ألمسها وجبالا لم تسعها يداي.