لم تتردد السلطات الإسبانية، على لسان نائبة رئيس الحكومة، ماريا تيريزا فرنانديز دو لا فيغا، في تأكيد «السيادة» الاسبانية الشاملة على مدينتي سبتة ومليلية، وذلك بعد دعوة المغرب إلى بدء حوار لإنهاء احتلال المدينتين من طرف إسانيا. وكان الوزير الأول عباس الفاسي دعا في التصريح الحكومي الذي قدمه أمام مجلس النواب يوم الاثنين الماضي إسبانيا «الى الحوار مع المغرب من أجل إنهاء احتلال هاتين المدينتين المغربيتين والجزر السليبة المجاورة لهما، وفق منظور مستقبلي». وأكدت ماريا تيريزا فرنانديز- حسب ما نقلته يومية «إلموندو» الإسبانية أن «السيادة والطابع الاسباني لسبتة ومليلية ليسا مطروحين للنقاش بأي شكل من الأشكال»، وأن المغرب الذي «نقيم معه علاقة جيدة، يعرف هذا الموقف»، وأن «إسبانية المدينتين ليست موضع شك» من جهة اخرى، أعلن مصدر دبلوماسي إسباني أن «موقف المغرب ليس جديدا، و»لن نغير أيضا موقفنا». ويأتي هذا الموقف الإسباني ليؤكد ما سبق أن أبداه الطرف الإسباني من تحرك ديبلوماسي احتجاجا على عبارة «المدينةالمحتلة» التي وضعتها الإدارة الجهوية للجمارك ببني أنصار على لافتة تشويرية، إذ اعتبرت الخارجية الإسبانية موضوع اللافتة إهانة لكيانهم الاستعماري، على اعتبار أن مليلية منطقة تابعة للنفوذ الاسباني، حيث التمست من الخارجية المغربية سحب لافتة الجمارك التي وصفتها بالسلوك الاستفزازي. وكانت وزارة الشؤون الخارجية الإسبانية والتعاون قد تدخلت لدى السفارة المغربية في إسبانيا لتعبر عن «قلقها» حيال ما أقدمت عليه إدارة الجمارك بمنطقة الحدود مع مليلية. بل إن رئيس الحزب الشعبي الإسباني، في محاولة يائسة لاستغلال الحدث لأهداف سياسية و زعزعة العلاقات المستقرة بين البلدين، قد طالب برحيل الجمارك المغربية بالمركز الحدودي مع مليلية بني نصار، ودعا السلطات المغربية عبر تصريحات نقلتها وسائل إعلام إسبانية السلطات المغربية إلى إزالة الجمارك المغربية، وهو التصريح الذي وُصف بالخطير من قبل فعاليات جمعوية محلية عبرت عن رفضها لكل اشكال التدخل في شؤون المغرب الداخلية، إذ نظمت اللجنة التنسيقية لفعاليات المجتمع المدني بشمال المغرب، صبيحة يوم الاثنين 10ماي الجاري، وقفة احتجاجية، حيث حمل المشاركون الأعلام الوطنية ولافتات تؤكد مغربية سبتة ومليلية، وذلك تحية للموقف الشجاع لإدارة الجمارك، ولموقف عامل الإقليم الذي رفض الانصياع للقنصل الإسباني الذي طالب مقابلته بشأن المطبوع الإداري الذي يصر على أن المدينتين محتلتين من طرف إسبانيا.