صدر مؤخرا عن دار النهضة العربية ببيروت، ضمن فعاليات اختيارها عاصمة عالمية للكتاب لسنة 2009، ديوان شعري جديد للشاعر المغربي رشيد المومني، بعنوان شاعري جميل: «ثلج مريب على جبهة الحطاب». وهو الديوان الذي يضم أربع قصائد مطولة، هي: «تقشير الهشاشة / ثلج مريب يخيم على جبهة الحطاب/ كرسي يتأرجح دونما حراك/ داخل الليل في الليل». جديد الشاعر المغربي المبدع رشيد المومني، يعضد من تقنية اشتغاله على اللغة، التي ميزت أعماله الشعرية دوما، والتي منحته انزياحا خاصا ضمن كوكبة الشعراء المغاربة المخضرمين. وهو الإشتغال الأشبه بصبر الصانع الذي يبني ملامح جبص على الحيطان، مما يؤكد حضور ذاكرة حيطان فاس في تلك الذائقة الشعرية التي تميز شاعرنا عن غيره. فهو ينتبه للتفاصيل التي تبني أمام العين القارئة الصورة الثاوية في واقع ما، غفل، نعبر جوار تفاصيلها دوما دون أن ننتبه للشاعري الكامن فيها. ولعل في عناوين أغلب دوواينه الشعرية ما يترجم ذلك، مثل « مشتعلا أتقدم نحو النهر »، أو « حينما يورق الجسد ». في قصيدته، ذات الجمالية الشعرية الآسرة بصورها وتراكيبها اللغوية ومرموزاتها: « ثلج مريب يخيم على جبهة الحطاب»، نقرأ هذه الصورة الشعرية في الفقرة الثامنة من القصيدة: «عاقلا، كمجنون، ببداهتين يحاول في أول الحلم تصويب أشكال شوهتها حماقة اليقظة. أي أن يتذكر من أوقد الفرق في ثوب الجهات تحت أي رمل أودع ماء واحاته وكيف جفت أنساغ البوح في آنية الرماد».. لعل في هذه الصورة الشعرية الجميلة والباذخة، ما يترجم قوة القصيد عند رشيد المومني، الذي يجعل قارئ نصوصه، يسعد بقراءتها بفرح..