تحتضن غابة بوسكورة تظاهرة «عالمية»، طيلة يومي السبت والأحد23 و24 أبريل، بمشاركة «أزيد من 100 ألف متطوع مغاربة وأجانب». وهو رقم يراهن عليه المنظمون (منظمة كشافة العرب) في إطار الاحتفال باليوم العالمي للأرض، من خلال تنظيم «حملة الرئة الخضراء» تحت شعار: «الغابة... ثروتنا الطبيعية»، وذلك للتحسيس بأهمية الموروث الغابوي لبوسكورة، والعمل على رد الاعتبار لهذا الفضاء، الذي يعد المتنفس الوحيد لآلاف الأسر البيضاوية الباحثة عن الترفيه والنزهة وممارسة الرياضة، في وقت يزحف فيه الإسمنت على ما تبقى من فضاءات خضراء. وقد تمت برمجة العديد من الأنشطة الهادفة إلى «ترسيخ الحس التوعوي لدى المواطن، والترافع من أجل المحافظة على «كنز» طبيعي، يحسدنا عليه الأجانب» كما يستشف من تصريح إحدى المتطوعات (كاسييي) من هونغ كونغ: «صراحة نحن نحسدكم على هذا الإرث الغابوي..». وتعد هذه التظاهرة، حسب المنظمين، «تظاهرة للتحدي بكل المقاييس، فهي تشكل أحد التجمعات العالمية الكبرى التي تقام من أجل البيئة، والأول من نوعه بالعالم العربي، عبر حشد أزيد من 100 ألف متطوع/ متطوعة من مختلف الأعمار، يمثلون مختلف جهات المملكة، علاوة على شباب من منظمات عربية ودولية». وخلال اتصالنا بالمنظمين، تم التأكيد على أنهم يسعون لكي يشكل التجمع «مهرجاناً بيئياً عالمياً من أجل التحسيس بأهمية المحافظة على الموروث الغابوي بالبلاد، من خلال غرس مجموعة من القيم التربوية المواطنة في نفوس المشاركين، وجعلهم مساهمين عبر مقاربة تشاركية خلال الحملة مع تكريم مجموعة من المؤسسات والشخصيات التي أنجزت مشاريع ناجحة بالبلاد خدمة للبيئة». حملة الرئة الخضراء، ستنطلق يوم السبت 24 أبريل بتنظيم حلقات تواصلية وورشات إعلامية، يؤطرها أساتذة جامعيون وإعلاميون، وسيتخلل هذا اليوم مؤتمر للأندية البيئية للمؤسسات التعليمية، بمشاركة أزيد من 500 تلميذ يناقشون أهمية حضور «البيئة» ضمن المنظومة التعليمية ومدى اهتمامات العنصر البشري بالموروث الطبيعي لغابة بوسكورة، وكذا الرهانات المعقودة عليهم، كما ستكون للتلاميذ المشاركين زيارة ميدانية من تأطير المندوب الاقليمي للمياه والغابات، الشريك في هذه الحملة، قبل أن يتم إعطاء انطلاق عملية غرس حوالي 500 شجيرة كمرحلة أولى. على أن تتواصل هذه العملية، التي من المنتظر أن تتحول معها غابة بوسكورة إلى قبلة عالمية يوم الأحد 25 أبريل، بأنشطة مكثفة، حيث ينظم معرض خاص بأهم المشاريع البيئية المنجزة قصد تبادل التجارب، وتشجيع المبادرات الفردية والمؤسساتية، ومهرجان فني مرتبط بموضوع البيئة، مع تخصيص فضاء للطفل للمساهمة في الإبداع والرقي بجمالية الإحساس والانتماء لهذا الكون وأهمية الحفاظ على مكوناته الطبيعية، وذلك ترسيخاً لمفهوم المشاركة في حماية الموروث الغابوي، قبل تنظيم حملة واسعة للنظافة بمشاركة الجميع لرد الاعتبار الى الغابة، وغرس أزيد من ألف شجيرة من طرف الأسر المشاركة. ولرمزية الحدث وبعده الجمالي والتوعوي، أشار المنظمون، إلى أن هذه الأنشطة المكثفة ستواكبها «تغطية إذاعية عبر محطة بث من فضاء بوسكورة تتطرق برامجها إلى موضوع البيئة..»