لم يعد بمقدور دنيا تغارميت ذات الأربع سنوات، والمنحدرة من دوار آيت منصور فطواكة بدمنات إقليم أزيلال، الجري، اللعب، المرح والتعبير عن براءتها بكل طلاقة وحيوية، لسبب واحد وهو فقدانها لقدميها بعدما وصلت في حالة حرجة إلى قسم الأطفال بمستشفى ابن رشد بالدارالبيضاء قرر معها الأطباء إجراء عملية جراحية لها و«استئصال» قدميها اللذين عبث بهما المرض الذي لم ينفع معه علاج بمسقط رأسها لسبب بسيط وهو انعدام هذا العلاج هناك! أفراد أسرة دنيا الذين وجدوا طفلتهم مريضة وأمام انعدام حيلتهم وقلة اليد، وبالنظر إلى غياب من يوجه لهم النصح والإرشاد أو يعمل على برمجة تدخل طبي لها، التجأوا إلى الأعشاب التقليدية يمدون بها ابنتهم أملا في علاجها/شفائها، إلا أنها تعرضت لمضاعفات صحية اتضح معها أن ملامح شفائها منعدمة، فوضعيتها عوض التحسن باتت تتراجع يوما عن يوم قبل أن يتم نقلها إلى العاصمة الاقتصادية حيث تقرر إجراء عملية جراحية لها فقدت معها قدميها. هي نموذج جديد لحالات عديدة إما تفقد البصر، أو القدمين أو لايكتب لها البقاء على قيد الحياة إبان عملية بسيطة للولادة، وحالات أخرى مشابهة توضح بجلاء أن الوضع الصحي ببلادنا ليس بخير وبأن مجهودات كبرى يجب أن تبذل لتقريب العلاجات من المواطنين الذين باتوا يعيشون هما واحدا قاسمه المشترك المعاناة، سواء بالحواضر او البوادي .