أعطى جلالة الملك يوم 2 أبريل 2008، انطلاقة إنجاز مشروع تجهيز منطقة للأنشطة الحرفية للصناع التقليديين. المشروع يندرج في إطار البرنامج الأفقي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بتكلفة 10 ملايين و331 ألف درهم، في أجل 18 شهرا، سيستفيد منه 239 من الحرفيين، على مساحة 6 هكتارات، بهدف تنظيم الحرفيين وضمانا لنظافة المدينة التي تعرف كل أزقتها وشوارعها، انتشار الورشات. ويهدف إلى تنظيم الحرفيين وتنمية مجال الصناعة التقليدية والخدماتية والمحافظة على البيئة وجمالية المدينة وتشجيع الاستثمار في القطاع وتحسين مداخيل الصناع التقليديين. وإذا كان جلالة الملك قد أشرف على تدشين المشروع من أجل أن يكون حيا خاصا بأرباب المهن الصناعية والحرفيين، إلا أن مسار هذه التجزئة زاغ عن أهدافه، حيث تحولت إلى حي سكني، وفرصة للمضاربين العقاريين، لا علاقة لهم بالمشروع، و أطراف أخرى مقربين من مسؤلين بجمعية الفتح (الحي الصناعي السكني)، حيث تم إقصاء الحرفيين، تحت غطاء عدة ذرائع واهية ومخدومة، مستعملين شتى أنواع الجشع الممنهج بواسطة التنازلات، والبيع والشراء. وقد بيعت بقع أزيد من مرة دون حسيب ولا رقيب. لذا فالسكان و الحرفيون يطالبون بإيفاد لجنة مختصة إلى المدينة، للوقوف على حجم الخروقات والتجاوزات المتعلقة بالمشروع الذي دشنه جلالة الملك، فأزاغوه عن أهدافه الحقيقية!... ومن المشاريع التي دشنها كذلك جلالة الملك، منذ أزيد من سنتين، و لازالت تعرف تعثرا في إنجازها،عملية بني موسى لإيواء قاطني دور الصفيح والتي انطلقت الأشغال بها في نونبر 2007، على أساس الانتهاء منها في نونبر 2009، غير أن الرياح تجري بما لا يشتهي المواطنون، فالسكان لا زالوا يعانون الأمرين، من جراء الانتظار الطويل والعيش في سكن غير لائق. تجدر الإشارة إلى أن مصادر تمويل هذا المشروع هي وزارة الإسكان والتعمير والتنمية المجالية التي ساهمت ب 18 مليون درهم، وجماعة سوق السبت ساهمت ب 5 ملايين درهم، والمستفيدون سيساهمون ب 8 ملايين درهم، أي بتكلفة إجمالية تبلغ 31 مليون د رهم. المشروع الذي سيقام على مساحة 7 هكتارات، سيستفيد منه 6.000 نسمة، منهم 2750 نسمة قاطنو دور الصفيح، أي 550 أسرة. فماهي الأسباب الحقيقية، التي تقف حجر عثرة أمام السير العادي للأشغال، والتي من المفروض الانتهاء منها في الآجال القانونية المسطرة، بعد أن عرضت في الشروحات على أنظار صاحب الجلالة أثناء تدشين المشروع؟