بُدِل خلال السنوات الأولى من مجيء فيصل العرايشي على رأس القناة التلفزيونية المغربية الأولى، مجهود كبير من أجل أن تتحول هذه الأخيرة من قناة في وضع العمومي تحمل اسم الإذاعة والتلفزة المغربية، أي «إ.ت.م» إلى شركة تساهم الدولة في رأسمالها لتصبح بعد ذلك تحمل اسم الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة واختصارا «الأولى». حظي التلفزيون المغربي الأول، تأسيسا، بحمل إسم «الأولى» كون هذه الشركة في المستقبل من الأيام، ولأجل استكمال خطوات تحرير القطاع السمعي البصري المغربي، وجعل العمومي منه منافسا للخاص، ستفرخ قنوات ستمتد من «الأولى» إلى «التاسعة»، في انتظار أن ينتقل إعلامنا العمومي، والله أعلم، من المرحلة «الإعدادية» إلى مرحلته «الثانوية»، حيث سيكون بإمكانه أن يتحول إلى منافس حقيقي. هذا التحول، الذي مس قناة الشركة في الشكل وفي بعض من مضمونها، يتأكد للمرء، بعد التدقيق في بعض تفاصيله، أن «الشركة ك«أولى» لم تترسخ بعد في ذهنية المشاهد والفاعل الاقتصادي، الاعلامي الثقافي، السياسي.. بل تظل «إ.ت.م» كعلامة بصرية، بكل خلفياتها التاريخية التي تحيل إلى ما قبل «تحرير» هذا القطاع وتعدده، تظل خالدة من خلال «لوگوهات «أ.ت.م»، التي تثبت على كاميرات «الأولى» وسياراتها... هذا الوضع يجعل كل فاعل في المجتمع، يتساءل هل «الأمر» مجرد نسيان ذلك أن كل القنوات التابعة للشركة التي أسست فيما بعد لها «لوگوهاتها».. مما يجعل السؤال مشروعا. لماذا لا «الأولى». أم أن الأمر «متعمد» كون المقصود أن تظل «إتم» كعلامة بصرية راسخة في أذهان المشاهدين والفاعلين رغم كل هذا التغيير. إذن نحتاج ل«الأولى» كعلامة بصرية إسوة بأخواتها «تلفزيونات» الشركة، ونود إن نقطع مع صورة بصرية مثل «إت.م».