قال معتصم بلغازي الرئيس المدير العام لمجموعة أونا، إنه ليست هناك أية دوافع أو خلفيات سياسية وراء عملية اندماج مجموعة أونا والشركة الوطنية للاستثمار، معتبرا أن عملية من هذا الحجم تتم في سوق محرر تحكمه ضوابط ومساطر اقتصادية محضة. وأضاف بلغازي في حوار أجرته معه «الاتحاد الاشتراكي»، أنه لايمكن فصل الهيكلة الجديدة التي وضعتها المجموعتان، عن السياق الماكرو اقتصادي العام للمغرب الذي عرف تطورا ملموسا في السنوات الأخيرة. واعترف بلغازي بأن سحب أسهم مجموعتي أونا والشركة الوطنية للاستثمار، اللتين تشكلان بثقلهما الوازن محركا لدينامية السوق المالي، قد يخفض نوعا ما من رسملة البورصة، غير أنه أكد في المقابل أن مخطط تفويت حصص المراقبة وطرحها في السوق سيعطي بالتأكيد دينامية مهمة للمعاملات ويحل مشكل السيولة الذي تعاني منه بورصة الدارالبيضاء، كما من شأنه أن يرفع من جاذبية هذه المؤسسة لدى المستثمرين الدوليين، ويضفي صورة إيجابية على السوق المالي، معتبرا أن هذه الاستراتيجية التي عمدت إليها المجموعتان توافق التوجه العالمي لتفكيك التكتلات المتعددة المهن. وشدد الرئيس المدير العام لأونا أن طرح حصص المراقبة على السوق لشركات كوسيمار ولوسيور والمركزية للحليب وبيمو وسوتيرما، لا يعني بتاتا «فك الارتباط» التام بهذه الفروع، بل «سنسعى إلى جانب المساهمين الآخرين في إطار هيآت الحكامة (مجلس الادارة واللجان المنبثقة عنه) متابعة الانجازات والأوراش التي تحددها الادارة التنفيذية. وامتنع معتصم بلغازي عن كشف طبيعة الأقطاب الجديدة التي ينوي الهولدينغ الناشئ التوجه إليها، مكتفيا بالإشارة إلى أن طاقات هذا التجمع ستتجه نحو تطوير «الفروع الأخرى» بالاضافة إلى الاستثمار «في أصول ومشاريع ذات مردودية منتظرة مهمة». أما عن هيكلة ومكونات الشركة القابضة الجديدة فقال بلغازي إنها كفيلة بما ستتمخض عنه نتائج العرض العمومي للسحب وما يفرزه تفعيل الاندماج القانوني للمجموعتين. ويسعى مشروع إعادة الهيكلة الجديدة إلى التحول من مجموعة متعددة المهن إلى شركة إستثمار قابضة تمارس مهنة واحدة, تتمثل في مهنة المساهم الإحترافي, الشيء الذي يعني بالنسبة للهيئة الجديدة «تطوير نمط الحكامة عبر المرور من الإدارة المباشرة للعمليات إلى القيادة الإستراتيجية عبر هياكل الحكامة». ومن بين أهداف هذا التحول كذلك تغيير نمط المساهمة عبر إمتلاك مساهمات مهمة دون بلوغ حصة الأغلبية وهكذا ستتم حضانة مشاريع جديدة أو في شركات في طور النمو «ونا, مرجان, أونابار, ناريفا و أوبتورغ» ثم السيطرة المشتركة مع شركاء عالميين تسند إليهم مهام الإدارة والتدبير كما هو الحال بالنسبة لشركة لافارج المغرب وشركة سوناسيد. النص الكامل للحوار ننشره في عدد لاحق