لم يكن أحد المواطنين مرفوقا بزوجته الحامل وطفله ذي السنتين والنصف، يعتقد أن زيارة مدتها لاتتجاوز عشر دقائق لأحد المحلات التجارية لأجل اقتناء سراويل خاصة بالنساء الحوامل، على مقربة من المركب التجاري بن عمر بالمعاريف، وغير بعيد عن مقر ولاية أمن الدارالبيضاء، أنها ستجر على الأسرة الصغيرة الويلات وستتسبب لها في معاناة مدتها 3 ساعات! تفاصيل الواقعة بدأت مع دخول السيارة البسيطة/المتواضعة من نوع بوجو 205 مساء الثلاثاء 30 مارس حوالي السادسة إلا ربعا زنقة ابن العاريف، حين غادرت سيارة أخرى كانت مركونة ضمن صف طويل من السيارات الجانب الأيسر للزقاق، فما كان من صاحب سيارة بوجو إلا أن ركن سيارته بالمكان الفارغ ، وترجل منها الجميع صوب المحل الذي قضوا به قرابة عشر دقائق، وعندما غادروه راجعين نحو سيارتهم لم يجدوا لها أثرا! اعتقد صاحبها للوهلة الأولى أنه قد ركنها بمكان آخر، ولما تيقن من أنه غير مخطئ ،خال أنها تعرضت لعملية السرقة، فطفق يسأل بعض المواطنين ممن تواجدوا ساعتها هناك عن الأمر فأجابوه بأن سيارة «الديبناج» قد عملت على «اعتقالها» لحظات قبل حلوله بالمكان. ولما تساءل عن سبب ذلك، تم إخباره بأن الرصيف الأيسر ممنوع ركن السيارة والوقوف به، وبأن علامة ممنوع الوقوف مثبتة بعمود كهربائي، واحدة عند مدخل الزقاق والأخرى عند تقاطعه مع شارع ابراهيم الروداني. فما كان منه إلا أن تساءل مرة أخرى عن سبب استمرار تواجد السيارات التي وجدها عند توقفه وتركها هناك ليعود ويجدها في مكانها ، إن كان المكان ممنوع الوقوف به؟ فما كان من بعض الذين طرح عليهم السؤال إلا أن ابتسموا وآخرون ضحكوا ، وكان في ذلك أكبر جواب، لأن السيارات المركونة هي من الطراز الرفيع والغالي ، سيارات رباعية الدفع وأخرى حديثة الصنع، ليتضح أن سيارات من قبيل «أونو ، بوجو 205 ، 309 » ... وغيرها من السيارات المتواضعة ممنوعة من ولوج المعاريف والوقوف بأزقتها ! الرحلة لتحرير السيارة لن تكون بالسهلة، فقد ظلت الأسرة الصغيرة تنتظر قرابة الساعة بزاوية الزقاق وشارع ابراهيم الروداني، بحثا عن سيارة أجرة لتقلهم صوب المحجز البلدي بطريق أزمور، وأمام تعذر الأمر اضطر الجميع للمشي مسافة كبيرة إلى غاية زنقة سقراط حيث وجدوا سيارة أجرة نقلتهم صوب المحجز لاسترداد وثائق السيارة ثم العودة من جديد صوب مقر الدائرة الامنية «الفيلودروم»، والرجوع مرة أخرى لتسديد مصاريف «الديبناج» والمحجز المتمثلة في 120 درهما لاسترجاع السيارة! حادثة تظهر الدوامة التي قد يقع فيها أي مواطن سواء لارتكابه عن عمد لفعل مخالف لقانون السير أو لسقوطه فيه عن سهو ، وبشكل عفوي، لكنه يظهر حجم المعاناة التي قد لايستحضر بعض رجال الأمن أبعادها وهم «ينتقون» ضحاياهم لتعميق معاناتهم ويسعون في «إغناء» شركات «الديبناج» ومنحها مداخيل إضافية ، في حين يغضون الطرف عن أساطيل من السيارات التي تتعمد مخالفة القانون وهو ما اتضح في الواقعة هاته حيث ظلت السيارات مركونة بالزقاق عن آخره إلى غاية تقاطعه مع شارع ابراهيم الروداني، بل وعند إشارة ممنوع الوقوف، حيث ظلت سيارة رباعية الدفع جاثمة يعاينها عدد كبير من رجال الأمن الذين كانوا ينظمون السير بالمنطقة! أوجه المخالفة المتعددة يمكن للجميع ملاحظتها ، سواء بالمنطقة ذاتها ، أو غير بعيد ، وتحديدا بشارع بئر أنزران على مقربة من محيط المركب الرياضي محمد الخامس، حيث يعمد البعض إلى ركن سياراتهم الفارهة في الرصيف الذي يوجد في منتصف الشارع وبجانبي الرصيف الأيمن والأيسر، ومع ذلك فإن سيارات الديبناج المصحوبة ببعض «المتمرسين» الأمنيين لايجدونها مخالفة للقانون أو تصادر حق الراجلين أو تعرقل السير أو غيرها من التبريرات التي يسارعون لتضمينها ورقة مخالفات لسيارات «الدراويش» !؟