اختارت وزارة الصحة في شخص كاتبها العام «قمع» أي سلوك احتجاجي صادر عن حوالي 30 شخصا يتشكلون من أطباء، ممرضين ومهندسين اثنين، الذين تم انتقاؤهم ليكونوا الفوج الثاني المستفيد من دورة تكوينية في علم الأوبئة، والتي كانت قد نظمت دورتها الأولى في موسم 2007-2008 بشراكة مع جامعة برشلونة وصندوق CAIXA . مبعث الاحتجاج الذي تمت مواجهته بصرامة هو مطالبة الفوج الثاني بالاستفادة من التعويض اليومي على غرار الفوج الأول والذي كان محددا في 50 درهما لمن يقطنون بالرباط ونواحيها، 150 درهما للمنحدرين من الدارالبيضاء الجديدةالقنيطرة .. و450 درهما للقاطنين بمدن كالعيون، السمارة، الناظور، ورزازات ... سيما أن هاته الفئة تؤدي ما بين ألفين و 3 آلاف درهم في التنقل لحضور التكوين الذي يقضي به المستفيدون 2 إلى 3 أسابيع ويعودون إلى مراكز عملهم بعد انتهاء برنامج «الوحدة» على أن يعاودوا الرجوع مرات أخرى للتكوين في وحدات أخرى وهو ما يثقل كاهلهم، إلا أن وزارة الصحة كان لها رأي آخر بادعائها، وفق مصادر متطابقة من المتضررين، بأن شركاءها لم يعودوا يمولون البرنامج، إلا أنها أمام احتجاج المعنيين بالأمر اقترحت مرة أخرى تسليم التعويضات وفق مقاييس الوزارة، تارة بالاكتفاء بضمان المبيت والأكل للبعض، وتارة أخرى بتسليم تعويضات لم ترق إلى ما هو منتظر، علما بأن الفوج الثاني الذي انطلقت عملية تكوينه في 2009 وإلى غاية الآن، لم يتجاوز «الوحدة الرابعة» التي لاتزال في بدايتها، نظرا لتنقل المستفيدين المتكرر خلال هاته الفترة لتزامنها مع انتشار جائحة أنفلونزا الخنازير. المتضررون خلال الشهر الجاري حسموا في رغبتهم في التكوين لأبعاده الإيجابية على مسارهم ومردوديته على عملهم، مع المطالبة بجدولة مضبوطة والاستفادة من التعويضات، ولهذه الغاية ناقشوا الأمر مع الكاتب العام للمعهد الوطني للإدارة الصحية الذي أحالهم على الكاتب العام للوزارة الذي تم تسليمه رسالة في الموضوع، واتفقوا على الاستمرار في التكوين إلى حين حسم الأمر وأبلغوا المنسقة بذلك، تضيف مصادر نقابية، رغم جوابها المتمثل في إلغاء حجز الفندق، إلا أنه وفي انتظارهم للحل تفاجأ المعنيون بالأمر بالكاتب العام للوزارة يبلغ مناديب الوزارة بضرورة توجيه استفسارات لأعضاء الفوج كتابة مع «تنحيتهم» من مراكز المسؤولية، وهو الأمر الذي امتثل له 7 مناديب وطال 6 أطباء وممرضا، وخلف استياء في أوساط المتضررين الذين اشتغلوا على مدار الساعة إبان أزمة وباء أ« إتش1إن1» و«عوض التنويه بمجهوداتهم يتم إحباطهم ومعاقبتهم، يؤكد بعض المتضررين، فما كان إلا أن دخلت بعض المركزيات النقابية على الخط لتسوية الأمر، حيث تعهد الكاتب العام عقب ذلك بتسوية هاته الوضعية وحل المشكل الذي لايزال قائما في انتظار تفعيل الاتفاق الشفاهي الذي صدر عن الوزارة».